من الجميل حقا أن نشاهد المشروعات الحيوية التي تقام في أرجاء الوطن الغالي على امتداد خارطته في هذه الدولة القارة . تؤكد قوة الاقتصاد السعودي ومتانته من جهة وتعطي الدلالة على اهتمام الحكومة الرشيدة بما يخدم المواطنين ويرتقي بالبلاد – من جهة – في سباق مع الزمن حتى تجاوزت معدلات التنمية المتوقع بفضل الله تعالى ثم بفضل ما تخصصه الحكومة الرشيدة من موازنات ضخمة واعتمادات كبيرة تستهدف الإنسان السعودي في المقام الأول . ولسنا بصدد تعدادها فلكل منها قصة تطول في سياقها , وما نود التطرق إليه في هذه المقالة ما يتعلق بالطرق كواحد من الشواهد الماثلة . فقد بلغ أطوال الطرق التي نفذتها وزارة النقل حتى الآن اكثر من 60 ألف كيلو متر طولي شيدت وفق أحدث المقاييس العالمية وبعدة اتجاهات، ربطت المناطق والمدن الرئيسية ببعضها لمواجهة التطور الكبير الذي تعيشه المملكة في كافة مدنها ولخدمة حركة النقل بينها. كما رفعت الوزارة مستوى بعض الطرق المفردة لتصبح مزدوجة ونفذت العديد من الطرق الدائرية والجسور في بعض المدن , كذلك تنفيذ الطرق الحديثة والجيدة في المنحدرات الجبلية بالمناطق الجنوبية مثل طريق عقبة الباحة , بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع الطرق بداخل كل منطقة .. بهدف ربط المحافظات ببعضها , وكذا الطرق الثانوية التي تتفرع من الطرق الرئيسية خدمة للمراكز والتجمعات السكنية . علاوة على الطرق الترابية التي تزيد عن 140 ألف كيلو متر في أنحاء البلاد حسب إحصائيات وزارة النقل . هذا إلى جانب ما تقوم به وزارة الشؤون البلدية والقروية في هذا الشأن حيث أن مجموع الطرق من النوع الأول ( المسفلت والمشجر والمنار) يزيد عن 32 ألف كيلو متر طولي فيما بلغت الطرق من النوع الثاني المسفلت فقط ما يربو عن 84 ألف كيلو متر داخل المدن والقرى . والطرق بمجملها تمثل الشريان الحقيقي في جسد الدولة ساهمت بقدر كبير في عملية التنمية التي شملت جميع مناطق المملكة . فتوفرت معها الخدمات الأخرى المقدمة للمواطنين في كل مكان , سواء الصحية أو التعليمية والاجتماعية والزراعية والعمرانية وغيرها . لكن الملاحظ أن نصيب منطقة الباحة هو الأقل تقريبا بين جميع مناطق المملكة , خاصة الطرق المزدوجة – مع الأسف – وانعدام الطرق الدائرية في بعض المحافظات , وربما كان ذلك عاملا في وقوع الحوادث المرورية الدامية على الطرق القائمة بين محافظاتها . لا سيما وأنها مناطق جبلية ذات طبوغرافية تستوجب المزيد من العناية والاهتمام والحرص على معالجتها ورفع مستواها بازدواجيتها . ويأتي في مقدمتها الطريق المتجه من الباحة إلى محافظة المندق مرورا بمحافظة بني حسن , وغيره من الطرق التي لا تقل أهمية عن ذلك . ولأن المنطقة سياحية في المقام الأول يقصدها الكثيرون من الداخل والخارج , ولكونها تحولت إلى منطقة جذب تعيش حالة هجرة معاكسة من المدن الأخرى أدت إلى زيادة في عدد السكان وكثافة في الحركة المرورية فإن الأمر يستدعي مراعاة هذه الجوانب وتقديم الأولوية لمشروعات الطرق فيها والتي كانت تأخذ ترتيبا متأخرا في جدول المشروعات لذات الأسباب ولأسباب أخرى تدركها الجهات المعنية .