هذه هي الدورة الثانية على التوالي لمجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم بقيادة ضباطه الأربعة .. معتصم جعفر رئيسا والطريفي الصديق نائبا له ومجدي شمس الدين سكرتيرا عاما وأسامة عطا المنان أمينا للمال , إذا استثنينا الطريفي الصديق حديث العهد فرفاقه الثلاثة قديمون داخل أروقة الاتحاد .. وقد أثبتت الأحداث الكثيرة التي مرت أنهم لم يكونوا على قدر المسئولية. والتاريخ ذاكرته حية لا تنسى . ولا يتسع المجال هنا لذكر الأمثلة. يوم الجمعة الماضي التقى فريقا المريخ العاصمي ومريخ الفاشر في إحدى مباريات الدوري الممتاز في دورته الأولى والتي انتهت نتيجتها بفوز مريخ الفاشر بهدف دون مقابل أحرزه مهاجمه حسن كمال في شوط المباراة الأول. وفي فترة الراحة بين الشوطين اقتحمت فئة قليلة من جماهير المريخ الملعب وتصدت لها الشرطة بالغاز المسيل للدموع .والمؤسف كانت نتيجة ذلك العديد من الإصابات ولم يسلم من ذلك حتى معلق المباراة. انتهت المباراة وتبودلت الاتهامات , بين الشرطة والجمهور . ولكن الثابت أن كل الأطراف قد أخطأوا . فليس هنالك مبرر واحد لاقتحام الملعب من قبل المشجعين مهما كانت الأسباب خاصة وأنهم يعلمون أن العقوبة ستطال ناديهم باعتباره خاسرا لنتيجة المباراة . وقد أخطأ أفراد الشرطة بإطلاقهم للغاز المسيل للدموع وهو ممنوع خاصة أن الملعب يقع داخل حي مكتظ بالسكان ولا شك أنهم سيكونون عرضة لاستنشاق الغاز. هذه الحادثة التي تكررت كثيرا – مع الأسف – لقد وضعت الاتحاد العام للكرة أمام المحك . يجب عليه أن يحقق في الأمر بحيادية تامة وبدقة ومعرفة المتسبب الحقيقي في إثارة المشكلة , وبالتالي محاسبة كل من يثبت تورطه بعقوبة رادعة إحقاقا للحق وليرتدع كل من يفكر في ذلك مستقبلاً. لأن من أمن العقوبة أساء الأدب ولأن مثل هكذا تصرف عواقبه وخيمة ويهدد أرواح الأبرياء حتى خارج الملعب. برأيي إن لم ينجح الاتحاد العام للكرة في حسم هذا التفلت الجماهيري الذي حدث في مباراة المريخين عليه أن يغادر فورا وليذهب غير مأسوف عليه.