صدر للشاعرة القطرية سميرة عبيد ديوان شعري يحمل عنوانا صادما"لحن بأصابع مبتورة"عن دار فضاءات بالأردن، وهو الديوان الثاني في مسارها بعد تجربة"أساور البنفسج"، ويقع الديوان في103 صفحة، موزعة إلى19 قصيدة، تحمل العناوين الآتية: بورتريه لآخر العنقود، نوتة، صورة، جنون، يد رجل ينام في قلب الصورة، قناع، إبرة، قطر التارخ، جميرا، بنفسجة بغداد، هواء النيل، زهرة، وجدان، غياب، خرس، أمي، عازفة، الموريسكي، تناهيد سوريا، "لحن بأصابع مبتورة" تجربة شعرية تراهن على خلق الدهشة عند القارئ، عن طريق تقويض التصورات الجاهزة للكتابة الشعرية، وبناء عالم شعري يغوص عميقا في جماليات المكان بوصفه ممكنا لقول العالم. فالذات في هذا الديوان تصارع ثقل الجسد التواق إلى لحن يعيد تشكيل أصابع الروح التي فقدت قدرتها على أن تعزف أحلامها المؤجلة المرتبطة بممكنات الوجود والعالم، وفي نفس الآن يصير هذا اللحن حوارا شعريا إنسانيا ينساب مع تدفقات الذات اللماحة الراصدة لتبدلات الكائن وتناقضاته وآفاقه وإشكالاته الثقافية والاجتماعية والحضارية، حيث تعمد الشاعرة إلى تشييد متخيل لعالم الصحراء تتفيأ من خلاله الشاعرة توسيع المعنى ونحت خصوصيتها، فهي تؤول الصحراء بألحانها وفق ما تحلم بها أصابع الذاكرة الباحثة عن الماء والاخضرار، ومن ثمة تبلور الشاعرة شعريتها على المحاكاة الساخرة، وأحيانا على الما بين بين، وفي هذه المساحات تفيض موسيقى الوجع والخرس الإنساني الذي يصل في هذا الديوان إلى ذروته، ويبوج بقلق شعري مضاعف ما يتعمل داخل هذه الذات من غربة وضياع. وقد صيغت هذه النصوص بلغة شعرية مسكونة بوهج السرد التي تكتنز دلالات احتمالية عميقة نهضت على التكثيف والاختزال دون الخوض في التفاصيل، هكذا تتدفق شعرية سميرة عبيد وفق أفق جمالي بصري يسعى إلى نحت لمسة خاصة في الأدب الخليجي، ومن أجواء الديوان نقرأ: جسد الرحيل يمضي بي إلى أشواق تعبة تخرب صلابة الأظافر تتلو ما تبقى من ولهي لا دمع يشرب حزني لا نداء يسمع رقصتي الأخيرة على لج المفازات أطوي ظهر المحال تقوس الحلم من شدة شموخ نخلة الروح تتوهج في الشوارع الضيقة للفرح تستحيل أحزاني لهيبها المتبقي من وحدتي أعزف خرسي كي يسمعه الناجون من الحرب وفي قفصي الصدري كبوة ثلج تحرق صمتي على آلة البيانو المهجورة التي تجتاحها عناكب الظلام..