ماضٍ مضى ومستقبل منتظر، وحياة حاضرة بينهما تقف لا تدري لأيهما تنظر! تارة تعود للوراء وتارة تسرع الى الامل المنتظر. أسرع في منحنيات الزمن، وأدور حول مدارات الاحداث لأكون واقفا وشاهدا في التقرير المنتظر والتحقيق الذي يفتح بعد وقوع الحدث. اقف في محكمة الحياة وراء القضبان بلا سبب لست مذنبا، ومع ذلك متهم!! لماذا يا ترى؟ كتب الجواب على جدار المحكمة ببساطة: "لقد كنت شاهداً للحدث" .. وأنت هنا للاستجواب بين القضاة واصحاب الهمم. أخذوني حيث لا ادري اين اسير .. عيوني تحدق .. وتفكير عميق يصرخ: آه من المنتظر! وقفت امام القاضي ويداي ترتعد .. قلت له: يا سيدي لا ذنب لي فاتركوني وخلوا سبيلي. قال : اهدأ نريد فقط سؤالك لنصل الى الحقيقة، ونحكم على المتهم . خيم السكون على المحكمة، وعيناي تنظر الى الارض، وقدماي ترتجفان من الخوف. وفجأة.. بدأ القاضي يقول لي تحدث يا بني بما رأيت. قلت: يا سيدي ماذا أقول وهكذا الزمن؟ أأشهد على من إذا شهدت عليه ضاع مني الأمل؟ ماذا أقول في تلك الاحداث التي تاهت وسط المحن؟ ..لا حيلة لي فأنا مسكين، اتركوني فأمي تنتظرني في ذلك البيت الهرم لن اقوى على مواجهة الظلم. نعم كنت موجودا ساعة الحدث، ولكن أبعدت نظري فلم أرَ، ولم أسمع، ولم أدرِك! أكنت تتعاهد لي ياسيدي حتى انظر، وانقل الخبر؟! خلوا سبيلي، فليس لي شهادة تقال أمام تلك الخلائق والامم، وما ينفعكم قولي .. ولقد همشتمونا في آخر صفحات الكتب .. حين كنت المظلوم لم يدافع عني بشر!!. والآن ليس لي أي ذنب .. استدعيت لأشهد وأتهم. أي قانون بات يحكم العالم.. رد علي يا سيدي! ألست أنت صاحب الحكمة والرأي الحسن! د. داليا محمد نورة جدة