من الأسهم والعقارات الى الاستثمار في سوق الفن، موجة استثمارات في حقل الفنون المعاصرة غير مسبوقة هي التي استضافها معرض "آرت دبي" في عامه الثالث على التوالي وبمستويات مشاركة وحضور قياسية. عدد العارضين تضاعف أربعة أضعاف هذه السنة مع عروضات ذكية أبرزت فيها الغاليريات مواهب فنية ناشئة وشابة من فناني آسيا والشرق الأوسط. "آرت باريس" ومزادات دار كريستيز اللندنية انتقلت الى دبي في أكبر معرض للفنون المعاصرة في الشرق الأوسط، ويبدو مع أزمة مالية اقتصادية أو من دون أزمة، النسخة الثالثة من المعرض انطلقت بأجواء صحية لسوق الفنون.أعمال بمئات ملايين الدولارات تعرض أمام مئات وآلاف الزوار في مدينة الجميرة، وأمام محافظي المتاحف وجامعي الأعمال الفنية. على مساحة واسعة من الأمتار وفي ثلاث صالات كبرى تمر عبر الأمتار تلك من نيويورك الى لندن الى باريس وطوكيو ومن باكستان ونيودلهي وهلسنكي الى دول الخليج وتركيا والمغرب العربي ودول أخرى من الشرقين الأدنى والأقصى. النسخة الثالثة من السوق الفنية المعاصرة من 17 آذار الى 21 منه جمعت غاليريات من العالم الأول الحداثي والعالم الثالث والعالم ككل على مساحة عرض واسعة وبآفاق فنية استثنائية تذكر بدبي عاصمة العولمة الثقافية في الهدف المعلن لمدينة بناس كثيرين قبل الأزمة المالية. مدير معرض آرت دبي وأحد مؤسسيه جون مارتن قال على هامش افتتاح المعرض "المعرض هذا العام أكبر 4 مرات من السنة الماضية لجهة فعالياته ونشاطه". 68 صالة عرض حول العالم تعرض نحو ألفي عمل ل465 فناناً، وأكثر من ستين محافظاً ومتحفاً زاروا المعرض الذي ينظمه مركز دبي المالي الدولي. تأثير الأزمة المالية واضح في دبي، لكن ليس بالضرورة سلباً على السوق الفني، إلا إذا كان المضاربون قد غادروا السوق؟جون مارتن وهو بريطاني الجنسية يرى "ان الناس تريد أن تنفق المال على ما هو عالي الجودة وإن في أوقات الانكماش الاقتصادي قد تميل الناس الى الابتعاد عن الأمور السطحية وتتجه الى الأمور الأكثر عمقاً وأفضل شيء هي الفنون". هذه وجهة نظر!الذين تابعوا دورات المعرض يعرفون مقدار الزخم الذي تضاعف ليشكل حضوراً قوياً وشفافاً بحيث يتحرك المعرض من ضمن برمجية أقوى لغاليريات كبيرة من نيويورك وسيدني وأوستراليا ومن أوروبا ومن آسيا ومن حول العالم بما يكفي لمشاهدة فضاءات أكبر تجعل من "دبي" مركز التقاء لخط الفنون أعمال تصدم المتفرج لا سيما مع طغيان الديجيتال والتجهيزات والفيديو تأتي في أوقات العالم الأكثر حرجاً وصعوبة فتذهب الفنون الى مكان آخر غير العنف والفانتازيا والحروب والعبث واللاشيء، تذهب الى اهداف ما متنوعة، متغايرة الى السلام والحب والاستقرار بقوة الإبداع والابتكار في عوالم مملة وبلا جاذب تقترح الفنون بدائل منها. عالم بصري ساحر مواز للمكان بقوة تعبيرية وسيطرة على الأدوات والعناصر على الرغم من الأخبار السيئة حول صناعة الفنون.