صحيح ان بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد 2009 تنطلق يوم الاحد القادم 29 مارس الجاري من خلال اقامة سباق جائزة استراليا الكبرى على حلبة "البرت بارك" في ملبورن، غير ان هدير المحركات سيعلن البداية الفعلية للسلسلة يومي الجمعة والسبت المقبلين بانطلاق التجارب غير الرسمية واجراء التجارب التأهيلية الرسمية. وقبل طرح السؤال البديهي عن هوية المرشحين لانتزاع لقب بطل السباق الاول، يتوجب السؤال عن انجح السائقين الذين شهدتهم بطولة العالم للفئة الاولى منذ انطلاقها عام 1950، وذلك على جبهة التجارب التأهيلية التي تمنح الفائز بها شرف الانطلاق من المركز الاول على خط البداية. البريطاني جيم كلارك المتوج بطلا للعالم في مناسبتين نجح في انتزاع المركز الاول على خط الانطلاق 32 مرة مع العلم انه لم يخض اكثر من 72 سباقا شارك فيها كلها بزي فريق "لوتس". معلوم ان كلارك فوت فرصة انتزاع اللقب العالمي في مناسبتين اخريين نتيجة تسرب الزيت من محرك سيارته خلال لحظات حاسمة من البطولة. توفي عام 1968 على حلبة هوكنهايم (المانيا) بعد حادث مروع وقع ضحيته خلال مشاركته في سباق ضمن بطولة فورمولا 2 نتيجة ثقب لحق بأحد اطارات سيارته. الارجنتيني خوان مانويل فانجيو، صاحب خمسة القاب عالمية، خاض 51 سباقا في مسيرته المظفرة نجح خلالها في انتزاع المركز الاول على خط الانطلاق 29 مرة. معلوم ان فانجيو حقق القابه الخمسة في عداد اربعة فرق مختلفة وخاض سبعة مواسم كاملة ضمن البطولة شهدت حلوله في مركز الوصافة في المناسبتين اللتين لم يحرز فيهما اللقب. وسجل فانجيو ظهورا على خط الانطلاق من المركز الاول او الثاني في 48 مناسبة. بعد اعتزاله عام 1958، اعتقل فانجيو من قبل الحركة الثورية للزعيم الكوبي فيدل كاسترو قبل ان يجري اطلاق سراحه سليما معافى. صمد لقبه كأكثر السائقين فوزا باللقب العالمي لمدة 46 عاما. الفنلندي ميكا هاكينن كاد ان يدفع حياته ثمنا للفئة الاولى في السباق الاخير من بطولة 2005 على حلبة ايديلايد (استراليا) اثر اصطدام عنيف لسيارته بأحد الجدران خلال التجارب، غير انه عاد ليتابع المشوار وينجح في النهاية بحصد 26 ظهورا في المركز الاول على خط الانطلاق ساهمت في احرازه اللقب العالمي مرتين وتسجيله 20 انتصارا في السباقات ال165 التي خاضها خلال مسيرته. معلوم ان "الفنلندي الطائر" احرز انتصاراته وانطلاقاته من المركز الاول كافة خلال الاعوام التسعة التي امضاها في حظيرة ماكلارين مرسيدس. البريطاني نايجل مانسل عانى حروقا من الدرجتين الاولى والثانية في بداياته في عالم فورمولا واحد بعد تسرب الوقود الى مقصورة سيارته التي التهمتها السنة النيران. انتزع لقب بطل العالم مرة واحدة عام 1992 مع العلم ان سوء الحظ فقط حرمه من اضافة لقبين اخرين. تحول مانسل الى بطل بريطاني قومي عام 1987 عقب فوزه بلقب بطل سباق جائزة بريطانيا الكبرى على حلبة "سيلفرستون" الشهيرة. تعرض السائق البريطاني ل32 حادثا خلال 191 سباقا خاض غمارها مع فرق عدة وانتزع المركز الاول على خط الانطلاق في 32 مناسبة (المركز الخامس على هذا الصعيد) ويحتل المركز الرابع لناحية السائقين الاكثر فوزا بالسباقات (31). من جانبه، يحمل الالماني ميكايل شوماخر الرقم القياسي كأكثر السائقين ظهورا في المركز الاول على خط الانطلاق برصيد 68 مرة. وخلال 16 موسما امضاها في الفئة الاولى، احرز "البارون الاحمر" اللقب سبع مرات (رقم قياسي)، منها خمسة متتالية مع فيراري، واضعا نقطة نهاية لفشل الحظيرة الايطالية في التتويج طيلة 21 عاما. حقق "بروم بروم" 91 فوزا في السباقات التي خاضها متقدما على الفرنسي الان بروست صاحب المركز الثاني (40). البرازيلي الراحل ايرتون سينا انتزع المركز الاول على خط الانطلاق في 65 مناسبة. وبعد ان وضع "لوتس" في الواجهة، احرز سينا اللقب العالمي ثلاث مرات مع ماكلارين واشتهر بأسلوب قيادته المثير الا انه دفع ثمن ذلك غاليا عام 1994 عندما لقي حتفه على حلبة "ايمولا" مسرح جائزة سان مارينو الكبرى. تغييرات جذرية يعيش عالم الفورمولا واحد تغييرات جذرية ستطرأ على موسمه المقبل، وتلعب دورا رئيسا في مسار بطولة العالم التي تنطلق على حلبة ملبورن الاسترالية. أجمع رؤساء الفرق المشاركة في بطولة العالم على ضرورة تكثيف عملهم، وعلى المهمة الشاقة التي تنتظرهم للتكيف مع التغيرات التقنية الحاصلة في عالم الفئة الاولى، خصوصا جراء الازمة المالية العالمية. يلخص ادريان نيوي المدير التقني لريد بول ما واجهته الفرق في الفترة الماضية بكلمات معبرة: "كي نرسم السيارة الجديدة، انطلقنا من ورقة بيضاء!". واعتبر نيوي صاحب الخبرة الكبيرة في فبراير الماضي: "اننا سنشاهد عام 2009 اكبر تغيير في قوانين اللعبة، منذ اعتماد المنصات المستوية عام 1983، التي كانت تعتبر انذاك تطورا عظيما". بين سيارات المقعد الواحد لعام 2008 والعام الحالي، طرأ تعديل جذري على انسيابية السيارة، ما ترجم ظاهريا على شكلها الخارجي عبر الجوانح المختلفة، اذ باتت أعرض في المقدمة، وأعلى وأضيف في المؤخرة. أما الهيكل فهو أملس ومجرد من اي زوائد. قام السائق الالماني نيكو روزبرغ سائق ويليامس، خلال التجارب الاخيرة في مدينة برشلونة الاسبانية، بتفسير أهمية الانسيابية قائلا: "انها بدون شك التغيير الاكثر أهمية هذا العام. الفرق التي ستتعثر في ترجمتها على ارض الواقع، ستعاني كثير هذا الموسم". ومن الانظمةالجديدة المنتظرة، نظام "كيرز" اي نظام استرجاع الطاقة، الذي يحول الطاقة المخزنة خلال عملية الكبح الى أحصنة اضافية متوفرة، بمعدل 82 حصانا في 6ر6 ثواني خلال كل لفة، بحسب مدير فريق بي أم دبليو ماريو تيسن. (التقشف) واذا كان نظام "كيرز" سيسمح بالفوز "بين عشرين من الثانية ونصف ثانية في اللفة الواحدة" بحسب البرازيلي فيليبي ماسا سائق فيراري ووصيف بطل العالم، لكنه سيشكل عائقا بسبب وزنه الكبير ما يؤثر سلبا على توازن سيارات المقعد الواحد، واستعماله ليس متوفرا لبعض الفرق التي لا تدرك بعد كيفية وتوقيت استعماله. على صعيد المحركات، تم تخفيض السرعة القصوى لدوران المحرك الى 18 الف دورة في الدقيقة مقابل 19 الف دورة العام الماضي، كما بات مسموحااستعمال 8 محركات فقط في الموسم ولكل سائق، بالاضافة الى اربع محركات للتجارب، ما يخفض الموازنات الى النصف مقارنة مع عام 2008.