فاز الكاتب المصري يوسف زيدان بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) عن رواية (عزازيل) التي حققت أفضل المبيعات في الفترة الأخيرة وأغضبت الكنيسة القبطية المصرية. وأعلن اسم الفائز بالجائزة في دورتها الثانية هذا العام في احتفال بأبوظبي عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب. وتنظم الجائزة بالاشتراك بين مؤسسة خيرية بدولة الإمارات العربية ومؤسسة جائزة بوكر البريطانية. وذهبت الجائزة في دورتها الأولى العام الماضي إلى رواية (واحة الغروب) للروائي المصري بهاء طاهر. وأعلن في العاشر من ديسمبر كانون الأول الماضي في العاصمة البريطانية لندن عن وصول ست روايات إلى القائمة القصيرة للجائزة وهي (جوع) للمصري محمد البساطي وأربع روايات من أربع دول هي (روائح ماري كلير) للتونسي الحبيب السالمي و(الحفيدة الأميركية) للعراقية إنعام كجه جي و(زمن الخيول البيضاء) للفلسطيني إبراهيم نصر الله و(المترجم الخائن) للسوري فواز حداد إضافة إلى رواية زيدان (عزازيل) التي تحمل أحد أسماء الشيطان. ويحصل كل من المؤلفين الستة على عشرة آلاف دولار. أما زيدان فيحصل على 50 ألف دولار تمنح لروايته الفائزة التي ستترجم تلقائيا إلى اللغة الانجليزية كما تنص لوائح الجائزة. وتدور أحداث (عزازيل) في القرن الخامس الميلادي في صعيد مصر ومدينة الاسكندرية المصرية الساحلية وشمال سوريا من خلال الراهب هيبا الذي يعاصر أحداثا توصف بالدموية في تاريخ الكنيسة المصرية. وقد يكون اختيار زيدان مثيرا للجدل في وطنه حيث قالت الكنيسة القبطية المصرية ان المؤلف عمد الى تدمير مبدأ مسيحي اصيل واتهمته بالتدخل في الشؤون المسيحية الداخلية. لكن زيدان قال لرويترز في العام الماضي ان مشايخ الكنيسة غضبوا لانه تحدى سلطتهم باعتبارهم ورثة مرقص الرسول وقولهم ان التاريخ المصري بين نهاية الوثنية وقدوم الاسلام تاريخهم. وقال ان الكنيسة القبطية المصرية تصورت لسنوات ان القرون التي سبقت قدوم الاسلام تاريخ خاص بالكنيسة القبطية وانه لا يستطيع قبول ذلك وانه لا يرى معنى او منطقا فيه. وقال زيدان لرويترز في اتصال هاتفي بعد فوزه بالجائزة إن التاريخ ملك لكل باحث أو أديب "ولا تملك مؤسسة دينية أن تصادر حق إعادة النظر في أحداث قديمة لا تسيء بالضرورة إلى الحاضر." وأضاف أنه تلقى قبل أيام عروضا لترجمتها إلى لغات منها الإيطالية متوقعا أن تجد (عزازيل) وهي أحد أسماء الشيطان من الرواج أكثر مما حظيت به في لغتها الأصلية.