كثيرا مايردد الغرب أقاويل في شأن العرب والاستهزاء بدينهم ، ويدعون بأن العرب متخلفون وإن فكرهم محدود لا يسعه ثقافات ومخترعات ولا يتجاوز سوى أمور الحياة اليومية،وأيضا يطلقون على مجتمعات العرب ب( العالم النامي و دول العالم الثالث )،لماذا لا نسأل أنفسنا يوما لماذا هذا التقييم في حقنا ؟ لماذا لانبحث عن أسباب ضعفنا التي أتاحت للغرب اقتباس كل هذه الأفكار عن العرب ؟ الى متى تظل ألستنا ترتعش في أفواهنا عن الرد على هولاء؟ فنحن العرب المسلمون نمتلك أعظم اختراع في العالم ، لدينا المعجزة التي تضعف قواتهم وسيطرتهم بقول الحجة ضدنا ،وفي أيدينا مفاتيح المعجزة لا أحد يستطيع من الغرب فك رموزها ، قاموسها مترجم بلغتنا ، هو الذي علمنا أن نتهجى الحروف ونكون الجمل هو أسس التثقيف في قوله تعالى ( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم ) ،( القرأن الكريم ) هو جوهرة ثقافتنا ونبراس علمنا الذي كتبه المسلمون على صدورهم خوفا عليه من الضياع من إراقة الدماء في الحروب، كل الثقافات تأتي مستمدة ومقتبسة منه ، كل الأحكام والشرائع والثروات ونظم السياسات والعدل بين الناس موجودة في عبارته، يعلم الغرب شأن العرب في تتطور حضارتهم ولكنهم ينكرون من أجل التقليل من قدرهم ،علينا الاطلاع على كتاب ( شمس العرب تسطع على الغرب ) لزيغريد هونكه الذي يتناول الحديث عن الثقافة العربية التي أثرت تأثيرا كبيرا في الحضارة الغربية، فالثقافة العربية هي إحدى الثقافات الكبرى في تاريخ البشرية بنظم المواساة والعدل والخير والسلام ،ينقصنا فقط الاطلاع ، فصفحات تاريخ ثقافة العرب تملأ المجلدات في المكتبات ،ومن أمثال هولاء الذي لايقتصر الذكر عليهم فقط بل هناك المزيد من علماء العرب منهم الخوارزمي وابن خلدون وابن النفيس إلخ .. وغيرهم ممن سجل التاريخ ثقافتهم للأجيال العابرة ،ولو أن ثقافة العرب التي يسخر منها الغرب ليست موسوعة عظيمة، ما كان انتشرت في كل بقاع الدنيا وشقت طريقها أيضا في مواطن الغرب ،فالشمس تشرق من الشرق وتغيب وتغرب من الغرب، إشراقة النور تنبعث من أرض العرب ،دعونا نعزز قواتنا بديننا ونثبت خطواتنا ،ونسير على نهج علمنا الذي نستمده من القرآن الكريم ، وننير عقولنا بثقافتنا الخالدة التي سجلتها العصور. بقلم - نوف جعفر دمنهوري _ جدة [email protected]