هل بدأ الزمن الذي نتحدث فيه مع الآلة؟ هل هذا هو الوقت الذي نعيش فيه معظم يومنا بصحبة الآلات؟ أن يأتي زمن يكون الإنسان في تواصل مع الآلة ومع ذكاء غير بشري، فهو شيء تم التنبؤ به منذ سنوات طويلة ماضية لكن دوماً السؤال البديهي الذي يطرح هل هذا هو الزمن؟ من وجهة نظري لا! .. ولكننا في الطريق نحو هيمنة الآلة وسيطرتها على كل تفاصيل حياتنا. نظرة سريعة على سياراتنا التي ننتقل بواسطتها في اليوم أكثر من مرة بل التي نقضي فيها ساعات طويلة من يومنا، هذه السيارات فيها ثورة تقنية هائلة كل موديل أفضل من الذي سبقه، وباتت حرب التطوير مستمرة بين مختلف الشركات، لم تتوقف عند اختراع سيارات طائرة ولا سيارات ذكية تشعر من حركة القدم السريعة أنك تريد الضغط على دواسة الفرامل، فيبدأ كمبيوترها بتخفيض السرعة بشكل كبير حتى قبل الضغط على دواسة الإيقاف، فتقنيات التنبيه عندما تقترب منك سيارة ما باتت في معظم سياراتنا اليوم. التطور ليس في السيارات وحسب، بل في كل مفاصل حياتنا، أما الطائرات فحدث ولا حرج، فقد جاء اليوم الذي يمكن للكمبيوتر الذكي في كابينة الطيار أن يقود الطائرة سواء عند الهبوط أو عند الإقلاع، تطورات كبيرة في تقنيات الطيار الآلي، ليس هذا وحسب، فالذكاء الصناعي في أبلغ صوره وضوحاً ستجده في تقنيات الاتصالات، والتي كنا قبل سنوات قليلة نصفها بالثورة واليوم باتت التطورات متلاحقة وسبقت حتى أن نجد أوصاف مناسبة لها. ومن وسائل الاتصالات الذكية شبكة الإنترنت نفسها والتي لا يعلم أين ستتوقف وأين سيتوقف اعتمادنا عليها. اليوم التقنيات الحديثة تصل للعقل الصناعي وهي شريحة صغيرة توضع في رأس الإنسان فتساعده على التذكر، بل وتوصل بواسطة سلك صغير يشبك في فتحة في الرأس متصلة بالمخ نفسه، وتستخدم اليوم استخداماً طبياً تساعد من فقد الذاكرة ونحوها، ويتوقع في المستقبل القريب أن تسهم هذه الشريحة في زيادة الذكاء البشري، فيمكن لمن لا يتحدث اللغة الإنجليزية على سبيل المثال أن يضع شريحة تحتوي قواميس بعدة لغات وليس الإنجليزية وحسب – ثورة مخيفة – ويأمل العلماء قبل هذا أن تتمكن هذه التقنية المصابين بجلطات المخ بأن تقوم بدور لتعويض الأضرار التي أصابت المخ وفقد بسببها الإنسان القدرة على الحركة في بعض أعضاء الجسد .. لست ضد التطور بطبيعة الحال، لكنني دوماً مع الدفء الإنساني والمشاعر والأحاسيس.