قفزت ثورة هائلة بأجهزة الهواتف المتحركة لتتحول إلى آلة أجهزة متعددة الاستخدامات بعدما كانت وسيلة اتصال هاتفي فقط، ومنذ زمن اندهاش المستخدمين من خدمة الرسائل النصية، ثم الوسائط المتعددة، باتت الدهشة كبيرة حينما تحول الهاتف الخلوي إلى جهاز حاسوب، يقدم خدمات كثيرة لم يكن في الإمكان تخيلها في يوم ما، في عملية تطور يطلق عليها ظاهرة الهواتف الذكية.. فلم يعد تلقي رسالة الكترونية، أو تحويل مبلغ مالي يستدعي الذهاب للمكتب من أجل الجلوس أمام شاشة الحاسب الآلي لتنفيذ عملية من خلال خدمة على الإنترنت، فذلك الجهاز الصغير الذي أصبح في جيب الغالبية العظمى من الناس كفيلا بتقديم كل ذلك وأكثر حتى وإن كان مستخدمه يسير في الشارع العام، أو مسافراً خارج البلاد. سعود الهواوي هذا التطور المتصاعد لأجهزة الهواتف المتحركة ساهم في تراجع مبيعات أجهزة الحاسب الآلي في المملكة مؤخراً، فقد أشارت مصادر السوق المحلي إلى تراجع مبيعات أجهزة الحاسب الآلي في الربع الثاني من هذا العام قدرت ب 16% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي..في الوقت الذي لم يستبعد مراقبون استمرار هذا الانخفاض مستقبلاً. في المقابل سجل مؤشر الأداء العام لقطاع الاتصالات في المملكة للربع الأول من هذا العام 2012 م ارتفاعاً لعدد مشتركي النطاق العريض للإنترنت عبر شبكات الاتصالات الجوالة إلى حوالي 11,95 مليون مشترك بنهاية الربع الأول . من جهة أخرى قالت مصادر سوق الهواتف الذكية إن نسبة المبيعات للهواتف الذكية في المملكة قد تصل أكثر من 35% من إجمالي مبيعات الهواتف بصفة عامة كما تشير التوقعات إلى أن أعداد مستخدمي الهواتف قد يصل إلى أكثر من 4 ملايين بنهاية هذا العام. وقد كشفت دراسة مسحية جديدة لمستخدمي الهاتف المتحرك في المملكة أن 47% من مستخدمي تطبيقات الهواتف الذكية يفضلون استخدامها باللغة العربية . كما كشفت دراسة نشرت مؤخراً أن نسبة انتشار الهواتف الذكية تصل إلى 60% في المملكة والى 62% في الإمارات. صمود الجوالات العادية على الرغم من هيمنة الهواتف المتحركة الذكية، وانتشارها بشكل سريع، إلا أن الهواتف المتحركة العادية لا زالت متمسكة بمكانتها لدى الشريحة العظمى من المستخدمين في العالم حسب ما ذكره سعود الهواوي خبير التقنية السعودي ومدير موقع عالم التقنية،والذي أشار إلى أن الهواتف العادية لازالت منتشرة بشكل كبير حول العالم وذلك لرخص ثمنها مقارنة بالهواتف الذكية، وقال إنه بحسب إحصائية لشركة vision mobile في نوفمبر عام 2011 فإن نسبة انتشار الهواتف الذكية في العالم لا يتجاوز 27% ، مؤكداً أن الهواتف العادية تنتشر في الدول الضعيفة اقتصاديا وبالذات في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا ، وأكد أن بقاء الهواتف العادية في السوق العالمي سيطول ولن ينتهي في الوقت القريب. وقال الهواوي إن السوق السعودي يعتبر من أهم الأسواق العالمية في مجال الهواتف الذكية ، خاصة في السنوات الأخيرة ومع تطور صناعة الإنترنت وتطور شبكات الهواتف في المملكة . وأكد أن رخص أسعار الانترنت من خلال الهاتف زاد من انتشار الهواتف الذكية في المنطقة ، مشيراً إلى أن أسعار الانترنت في السعودية تعتبر من أفضل الأسعار خصوصا في مجال انترنت الهواتف . وحول الصراع بين الهواتف الذكية والكمبيوترات المحمولة قال الهواوي إنه ليس بصراع حقيقي، مؤكداً أن كل تقنية تكمل بعضها الآخر..أضاف:رغم أن الهواتف تطورت بشكل متسارع، إلا أنه لا يمكن أن تكون بديلاً كاملاً للكمبيوترات المحمولة خاصة في مجال الأعمال والتصميم والتطوير، ولذلك نجد أن من يملك هاتفا ذكيا لابد أن يكون لديه كمبيوتر محمول أو على الأقل جهاز لوحي، مما يعني أن هناك تكاملا بين الهواتف الذكية والكمبيوترات المحمولة في كل شيء.