استفزتني أخبار عن علماء من بلاد الغرب وهم يؤكدون بالدليل القاطع قدم الحضارة السودانية وعراقتها كما أن إنسانها هو أول من عرف زراعة الحبوب الغذائية كالقمح والشعير منذ 7 آلاف سنة. هذه الأخبار صدرت من علماء في عدة عواصم غربية ولم تصدر من بلدي الذي يعج بعلماء وخريجي التاريخ والآثار وعلوم الاجتماع والإنسانيات. وفي مواقف كثيرة ومشاهدات متعددة أسائل نفسي لماذا تخلفنا؟ سؤال من السهل طرحه ومن الصعب علي الإحاطة بجوانب إجابته غير أنكم جميعا تملكون أطرافا من الخيط يمكنها أن تصنع لنا حبلا متينا ينتشلنا من غياهب الظلام إلى نور الحقيقة.هذا الدين العظيم الإسلام هل فهمناه حقيقة.. كيف تركنا العالم يتخبط في نظريات عن نشأة الكون والخلق وفي ديننا تفاصيل كل شيء؟. كيف تداولنا وتناولنا مثلهم نظرية دارون بأن أصل الإنسان قرد ولم نثبت لهم حقيقة الأمر..( ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) سورة الكهف الآية 51 وغيرها من الآيات البينات ولماذا حصرنا أنفسنا في مسائل العبادات والحرام والحلال على أهميتها وأغفلنا آداب هذا الدين وفضائله وحثه على العلم والتدبر والعبرة من سير الآخرين ممن سبقونا؟. درسنا اجتهادات الآخرين في العلوم وانقطعنا عن مواصلة ما بدأه علماء المسلمين الأوائل الذين برعوا في الطب والرياضيات وغيرهما. تخرج منا علماء الجغرافيا والأرض والبحار والجيولوجيا والفلك وما زالت مناهجنا أجنبية ناهيك أن يغير هؤلاء وغيرهم فيها أو يثبتوا للعالم نظريات لا تقبل الجدل مستمدة من عقيدتنا .. نتحدث بكل ثقة عن تسلسل الحضارات وتاريخ البشرية على لسانهم وظللنا نشاهد حتى يومنا هذا اجتهاداتهم وجدهم في اكتشاف العالم وما يحويه من مخلوقات وعجائب وهم يتنقلون من مكان إلى آخر لا يعيقهم عائق. تعلمنا منهم الكثير في شتى ضروب المعرفة واستفدنا من نتائج اكتشافاتهم وعلومهم التي تبلورت في الصناعة والزراعة والتقنية والآداب والفنون وهلمجرا. لا أنكر اجتهادات البعض ولكنها إما بعيدة عن التأثير العالمي لأسباب متعددة أومحصورة في الشعارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع. ويطل السؤال الصادم في الموقف الكريه.. لماذا يقدم بعض من ينتسب إلى هذا الدين العظيم من السفهاء والمجرمين والمتطرفين وغيرهم على إرتكاب أبشع أنواع المعاملة والفعل السييء والمكر والخديعة وشتى مسميات الظلم والتوحش والعنف ليستغل في ترسيخ أسوأ صورة لمن يحملون أعظم رسالة لإسعاد البشرية جمعاء في دنياهم وآخرتهم.