تتجلى عظمة القرآن الكريم حين يظهر إعجازا علميا يؤكد حقيقة كامنة في آية، أو يظهر معجزة لغوية معينة يستشعر القارئ عظمتها كلما مر بها، ما يجعل من القرآن الكريم كتابا لا تموت معانيه بتاتا ولا تنضب قيمه على مر العصور. ولقد أخذ البحث العلمي في هذا النطاق أبعادا واسعة فأصبح علماء الطب والجيولوجيا والفلك والفيزياء وغيرهم، يربطون بين اكتشافاتهم العلمية وبعض الآيات القرآنية كي يثبتوا معجزات القرآن اللانهائية. ومع أن ذلك جذب الكثير من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، لهذه المعاني العظيمة، إلا أن ظهور الكثير من أولئك العلماء تزايد في الآونة الأخيرة، وتسرعوا في نسب نظريات قابلة للتغيير والتبديل للقرآن، ولم يثبت بعد مدى صحتها. فيأتي أحدهم ليفسر آية قائلا «اكتشف العلماء مؤخرا أن ...»، قد يصدق الآلاف بل الملايين من المسلمين المتكاسلين ما يقوله دون أدنى شك، ولكن بعض الباحثين والمفكرين قد يتساءلون «من هم هؤلاء العلماء؟ ومتى اكتشفوا ذلك؟ وأين؟ ولماذا لم يظهر الإعلام هذه الاكتشافات طالما هي حقيقية بالفعل؟»، فيبدأ المتربصون بالدين في التشكيك بهذه الأقاويل، ويستغلون كل فرصة لتحريك ضعاف النفوس وزعزعة إيمانهم. وتأتي الطامة الكبرى حين يتم نفي صحة هذه النظريات وتكذيبها، ما يشكك في مصداقية الآيات القرآنية المنسوبة إليها تلك الاكتشافات. فلا يصح مطلقا أن تبنى معاني القرآن على مثل هذه الفرضيات، إلا إن كانت نهائية وقاطعة. أما ما يصل إليه البحث الإنساني من حقائق غير نهائية وتجارب مقيدة بحدود وظروف هذه التجارب وأدواتها، فمن الخطأ تصديق ما يصل إليه العلم البشري والمباشرة بتفسير الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية.