وجه لي أحد الأصدقاء أصحاب القلوب الخضراء دعوة للانضمام إلى قروب واتساب ( مختلط ) ثقافي أدبي ! قبلت بالدعوة فوراً وبلا تردد ( حد يكره الثقافة والأدب !؟ ) ولبست أجمل الثياب ووضعت أغلى العطور وحملت بيدي باقة ورد حمراء ودخلت برجلي اليسرى ( لأن النية لك عليها ) ووجدت القروب كما توقعت تماماً .. ورود وعطور ورقة وعذوبة وعادت بي الذكريات إلى زمن المنتديات حين كان الإسم النسائي ( ملهم ) لإختيار الكلمات العذبة والتواجد المميز والقصائد الكيبوردية التي يكون الهدف منها إرسال رسالة إلى شخص ما بسبب موضوع معين .. طبعاً نصف الأعضاء فاهمين وساكتين ويشاركون ب ( صح لسانك ، وأبدعت ، وأذهلت ) وكل يغني على ليلاه وأحياناً تكون ليلى واحدة بالمشاركة ! هناك بالطبع أعضاء ( يا غافل لك الله ) نواياهم سليمة ويعتقدون أن أهل الثقافة والأدب ثقافتهم تحترم الإختلاط وأدبهم يمنعهم من سوء الأدب وهؤلاء يجدون أنفسهم بعد مدة ليس لحضورهم صدى ولا لمشاركاتهم تأثير أبداً . المنتديات ذهبت بخيرها وشرها وذهبت أيام الخاص والماسنجر وكل تلك الذكريات التي تجعل القلب الأخضر يرفرف .. وهناك معلومة يجهلها الكثير وهي أن القلب الأخضر يستفز البنات ( للخرفنة ) تماماً كما يفعل العشب الأخضر مع الخراف ! ما علينا .. المهم أني دخلت وبدأ الترحيب بالعضو الجديد ( اللي هو أنا ) وبدأت ورود البنات تزين جوالي وقلبي يكاد يقفز من صدري فرحاً وسروراً وكدت أغني ألا ليت ريعان الشباب يعود .. حتى لاحظت أن الشباب ( الذكور ) يفعلون نفس الشيء تماماً وعرفت حينها أن الزمان لم يتجرأ على موضة الشنب الذي يقف عليه الصقر فحسب بل ذهب بأشياء أكثر وأهم من ذلك ! المهم أني التقطت الديوان وبدأت أختار أجمل القصائد وأحاول كتابة ذلك المقال الذي تتراقص حوله الفراشات على أمل أن تقع فراشة في نار الإعجاب بي لكني وجدت أن الغيرة أصبحت علانية وأن رداء الأدب أصبح شفاف وفاضح .. عندها قررت أن أخرج غير آسف ولا مأسوف عليه ! إذ أن ما وجدته مجرد إستنساخ سامج لفكرة المنتديات بتقنية أحدث تدل على أن ( كذبة ) الخصوصية أصبحت من الماضي وأن الحصول على رقم جوال (آخر ) أو أخرى لم يعد من المراحل المتقدمة في الثقة .وأننا أمام مد هائل من أدعياء الثقافة والأدب والشعر تستلقفهم القروبات كما فعلت ذلك سابقاً المنتديات . أما قروبات الشعراء والكتاب والمثقفين ( الغير مختلطة ) فإنه ليس فيها إلا سوالف ( نص كم ) و ( طقطقة ) وضحك ورياضة ! ليست هنا المشكلة لكن المشكلة الفعلية تكمن في أن القصيدة مازالت ضائعة منذ المنتديات وحتى أيام القروبات وأن الصحف والمجلات الشعبية شئنا أم أبينا هي من صنع للشعر مجداً وقدم لنا التجارب التي نتغنى بنتاجها حتى اليوم أما الأماكن المختلطة في فضاء الشبكة العنكبوتيه فلم تفعل شيئاً عدا تحسين مظهر الشعراء وجعل رائحتهم أزكى !.