تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينةالمنورة اليوم بفندق المرديان بالمدينةالمنورة الندوة الدولية بعنوان :( طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول ) التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وتستمر لعدة أيام، بمشاركة المهتمين من أفراد ومؤسسات وجهات رسمية وغير رسمية ممن تعنى بالقرآن الكريم من مختلف أنحاء العالم ، تقدم خلالها بحوث ودورات، وتجارب، حول طباعة المصحف الشريف. وقال معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - في تصريح له بهذا الشأن - إن رعاية خادم الحرمين الشريفين للندوة دليل على اهتمامه وفقه الله بنشر كتاب الله وطبعه وتوزيعه بين المسلمين ، ودعم كل الجهود المؤدية إلى ذلك ، رافعاً معاليه جزيل الشكر والثناء لخادم الحرمين الشريفين على هذه الموافقة الكريمة التي تجدد التوكيد على الاهتمام المتواصل الذي يوليه الملك المفدى حفظه الله للقرآن الكريم ، والسنة النبوية ، وكل ما يتعلق بخدمتهما ، من طباعة ، ونشر ، وعقد مؤتمرات ، وندوات ، وملتقيات تصب كلها في خدمة هذه الغاية السامية المتصلة بكتاب الله الكريم ، وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . واستطرد معاليه قائلاً : إنه انطلاقا من اهتمام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالقرآن الكريم ، ونظراً للعمل الرائد الذي يقوم به المجمع في هذا المجال ، وما يتصف به من مرجعية في كتابة القرآن الكريم ، ومراجعته وتدقيقه ، وطباعته ، وإدراكاً لأهمية طباعة المصحف الشريف ، يأتي عقد هذه الندوة ، مشيراً إلى أنه صدرت التعليمات للأمانة العامة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للإعداد للندوة مستفيدة من خبرتها في تنظيم خمس ندوات سابقة ، وملتقى عالمي لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم ، والأصداء الطيبة لها ، وما اكتسبته من خبرة في ذلك لتحقيق التوجيه الكريم بمراعاة حسن الإعداد لها . وأبان معالي المشرف العام على المجمع أن الهدف من عقد هذه الندوة : العناية بإخراج المصحف الشريف إخراجاً طباعياً لائقاً، وبناء قواعد وأسس مرجعية ، وصياغة منهج أمثل لطباعة المصحف الشريف ، ومراجعته وتدقيقه ، وتيسير سبل اللقاء والتشاور بين المتخصصين في طباعة المصحف الشريف للسعي في الوصول إلى منهج أمثل ، والوقوف على التجارب والخبرات التي مرَّت بها طباعة المصحف الشريف في العالم ، ودراسة السبل الكفيلة بالاستفادة من التقنية الحديثة ، ووضع ضوابط دقيقة لنشر القرآن الكريم من خلال وسائلها المتعددة ، واستنهاض همم المتخصصين ؛ لخدمة القرآن الكريم طباعة ونشراً بالوسائط المتاحة ، والعناية بتأهيل المتخصصين المُتْقِنين لمراجعة النص القرآني وتدقيقه ، وتذليل العوائق العلمية والفنية التي تعترض طباعة المصحف الشريف ونشره ، وإبراز دور المملكة العربية السعودية في طباعة المصحف الشريف ونشره ، والاستفادة من تجربة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، وأوجه خدمة النص القرآني الكريم. وأفاد معاليه أن المشاركين في الندوة البالغ عددهم (58) باحثاً وباحثة سيناقشون خلال اجتماعاتهم خمسة محاور : الأول بعنوان : (تاريخ طباعة القرآن الكريم ) ، ويتضمن الموضوعات الآتية : تاريخ طباعة القرآن الكريم في أوربا ، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في المشرق العربي ، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في المغرب العربي وإفريقيا، تاريخ طباعة القرآن الكريم في شبه القارة الهندية ، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في شرق آسيا ، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في بلدان أخرى ، ببليوجرافيا طبعات القرآن الكريم في العالم. أما المحور الثاني فيحمل عنوان: (الجوانب العلمية في طباعة القرآن الكريم) ، ويتضمن الموضوعات الآتية : مسائل الرسم العثماني في المصاحف المطبوعة .مذاهب الضبط في المصاحف المطبوعة ، وعلامات الوقف في المصاحف المطبوعة والأسس التي بُنِيَتْ عليها ، وعدد الآي وعلامات التحزيب في المصاحف المطبوعة ، القراءات القرآنية في المصاحف المطبوعة والمسموعة ، والالتزام بالرسم العثماني في المصاحف الورقية ، والإلكترونية ، ومصاحف برايل ، واللجان العلمية لمراجعة المصاحف وتدقيقها. ويحمل المحور الثالث عنوان: ( الطرق الفنية في طباعة القرآن الكريم ونشره ) ، ويتضمن الموضوعات الآتية : الأساليب الفنية في طباعة المصحف الشريف : من إعداد النص ومعالجته إلى تجليده ، والأسلوب الأمثل في ذلك ، والطرق الفنية في مراقبة إنتاج المصحف الشريف في مراحل إعداده و طباعته على خطوط الإنتاج المختلفة ، والطريقة المثلى في ذلك ، والجوانب الجمالية في تصميم المصحف الشريف وإخراجه ( خطه ، وزخارفه ، والمواد المستخدمة في إنتاجه)، وأحجام المصاحف المطبوعة وتجزئتها ، طباعة القرآن الكريم بطريقة برايل ، طباعة القرآن الكريم لذوي الاحتياجات الخاصة.الأساليب الفنية الحديثة في تسجيل تلاوة القرآن الكريم وفق الروايات المتواترة. ويتناول المحور الرابع الذي يحمل عنوان :( الوسائل التِّقْنِيَّة في نشر القرآن الكريم ) ، الموضوعات الآتية : البرامج الحاسوبية وأثرها في تسهيل نشر القرآن الكريم. وسائل نشر القرآن الكريم رَقْمياً وسائل معالجة خطوط المصاحف المكتوبة يدوياً لإنتاج نسخة رَقْمية عالية الجودة ، والتوليد الآلي لخطوط حاسوبية مبنية على خطوط المصاحف المكتوبة يدوياً، دور البرمجة الحاسوبية في إدراج أرقام الآيات وأسماء الأجزاء والأحزاب والزخارف، والتدقيق الآلي والمصادقة الرَّقْمية لنص القرآن الكريم ، طرق حماية النُّسَخ الرَّقْمية من التحريف. أما المحور الخامس فعنوانه : ( جهود مجمع الملك فهد في طباعة القرآن الكريم ونشره) ويتضمن الموضوعات الآتية : جهود مجمع الملك فهد في طباعة المصحف الشريف ورقياً.اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية في المجمع ، ودورها في الإعداد والتدقيق ، أقسام مراقبة إنتاج المصحف الشريف : مراقبة النص ، المراقبة النوعية ، المراقبة النهائية ، التقنيات الإلكترونية في مراقبة الإنتاج ،والمعايير والمواصفات الفنية المعتمدة في طباعة القرآن الكريم ونشره ، جهود مجمع الملك فهد في تسجيل تلاوة القرآن الكريم ، ومصاحف النشر الحاسوبي للقرآن الكريم ، المعالجة الرَّقْمية وآفاقها المستقبلية لنشر النص القرآني ، جهود المجمع في إخراج مصاحف الروايات القرآنية المتواترة ، التدقيق الآلي للنص القرآني. وفي السياق ذاته ، أكد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن عناية المملكة العربية السعودية وولاة الأمر فيها بالقرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة تعود إلى عدد من الأمور في مقدمتها أن المملكة بنيت ، وتأسست جميع سياساتها في شؤون الحياة والحكم على أساس دين الإسلام عقيدة ، وشريعة ، ومعاملات ، وأخلاقاً ، كما أنها قامت على إعلاء كلمة التوحيد والدعوة إلى الإسلام .. ومن هذا المنطلق انبثقت عناية حكومة هذه البلاد المباركة بالقرآن الكريم ، وشملت هذه العناية جميع وجوه خدمته : طباعة ، وتفسيراً ، وتعلما ، وتعليماً ، وتدريساً ، وترجمة لمعانيه إلى لغات العالم ، واهتماماً بكافة علوم القرآن الكريم ، حيث إن الله سبحانه وتعالى شرف هذه الدولة المباركة بخدمة الحرمين الشريفين ، وخصها عز وجل بدور رائد في خدمة الإسلام والمسلمين وكان من جوانب تلك الخدمة إيصال رسالة القرآن الكريم لكل مسلم في أي مكان في العالم ، بل إيصال تلك الرسالة للعالم أجمع . ووصف معاليه المجمع بأنه معلم حضاري علمي وعالمي لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومها ، وهو أكبر مؤسسة علمية تعنى بكتاب الله ، وطباعته ونشره ، وتفسيره وترجمة لمعانيه واهتماماً بعلومه ، مشدداً على أن الأعمال العملية التي تصدر عن هذا المجمع هي أعمال مؤسسية ، وليست جهوداً فردية ، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية الندوات ، والملتقيات العلمية الدولية المتخصصة التي نظمها المجمع خلال السنوات الماضية حيث تأتي امتداداً لرسالة المجمع تجاه كتاب الله الكريم ، وسنة رسوله ، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم . وأنهى معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ تصريحه بسؤال الله تعالى أن يحفظ هذه البلاد المباركة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله إزاء ما قدموا ، ويقدمون من أعمال جليلة خدمة لكتاب الله ، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص ، وخدمة الإسلام والمسلمين على وجه العموم.