يواصل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة استعداداته لعقد ندوة "طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول" التي يعتزم المجمع تنظيمها 3 صفر القادم. وقال الأمين العام للمجمع رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي، إن اللجنة التحضيرية عقدت سلسلة اجتماعات متواصلة للنظر في جميع الأمور المتعلقة بالندوة، وكل ما يتصل بفعالياتها من أجل إظهارها بالمظهر اللائق الذي يتناسب مع قدسية القرآن الكريم، ومكانته في نفوس وقلوب المسلمين فضلا عن أنه مصدر تشريعها، وأحكامها، في جميع شؤونها الدينية والدنيوية.
وأوضح أن المجمع سيسعى من خلال هذه الندوة إلى وضع قواعد وأسس ومنهج يتفق عليه في طباعة المصحف الشريف، يتم تطبيقه في مختلف أنحاء العالم وذلك حرصاً من المجمع على كتاب الله تعالى والعناية بسلامة نصه وجمال إخراجه، بما يؤكد على مرجعية المجمع العالمية فيما له علاقة بالقرآن الكريم وعلومه، مبيناً أن المجمع سيعرض خلال فعاليات الندوة تجربته الرائدة في هذا المجال، والتي أكسبته ثقة عالمية ومرجعية أساسية يعتمد عليها، وذلك حتى يستفيد منها القائمون على طباعة المصحف الشريف في بلاد مختلفة.
وأشار "العوفي" إلى أن الندوة تهدف إلى العناية بإخراج المصحف الشريف إخراجاً طباعياً لائقاً، وبناء قواعد وأسس مرجعية، وصياغة منهج أمثل لطباعة المصحف الشريف، ومراجعته وتدقيقه، وتيسير سبل اللقاء والتشاور بين المتخصصين في طباعة المصحف الشريف للسعي في الوصول إلى منهج أمثل، والوقوف على التجارب والخبرات التي مرَّت بها طباعة المصحف الشريف في العالم، ودراسة السبل الكفيلة بالاستفادة من التقنية الحديثة.
وأضاف: كما تهدف إلي وضع ضوابط دقيقة لنشر القرآن الكريم من خلال وسائلها المتعددة، واستنهاض همم المتخصصين؛ لخدمة القرآن الكريم طباعة ونشراً بالوسائط المتاحة، والعناية بتأهيل المتخصصين المتْقِنين لمراجعة النص القرآني وتدقيقه، وتذليل العوائق العلمية والفنية التي تعترض طباعة المصحف الشريف ونشره، وإبراز دور المملكة العربية السعودية في طباعة المصحف الشريف، ونشره والاستفادة من تجربة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وأوجه خدمة النص القرآني الكريم.
وأفاد "العوفي" بأن المشاركون في الندوة سيناقشون خلال اجتماعاتهم خمسة محاور: الأول بعنوان: "تاريخ طباعة القرآن الكريم"، ويتضمن الموضوعات الآتية: تاريخ طباعة القرآن الكريم في أوربا، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في المشرق العربي، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في المغرب العربي وإفريقيا، تاريخ طباعة القرآن الكريم في شبه القارة الهندية، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في شرق آسيا، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في بلدان أخرى، ببليوجرافيا طبعات القرآن الكريم في العالم.
أما المحور الثاني فيحمل عنوان: "الجوانب العلمية في طباعة القرآن الكريم"، ويتضمن موضوعات: مسائل الرسم العثماني في المصاحف المطبوعة، مذاهب الضبط في المصاحف المطبوعة، وعلامات الوقف في المصاحف المطبوعة والأسس التي بنِيَتْ عليها، وعدد الآي وعلامات التحزيب في المصاحف المطبوعة، القراءات القرآنية في المصاحف المطبوعة والمسموعة، والالتزام بالرسم العثماني في المصاحف الورقية، والإلكترونية، ومصاحف برايل، واللجان العلمية لمراجعة المصاحف وتدقيقها.
ويحمل المحور الثالث عنوان: "الطرق الفنية في طباعة القرآن الكريم ونشره"، ويتضمن موضوعات: الأساليب الفنية في طباعة المصحف الشريف: من إعداد النص ومعالجته إلى تجليده، والأسلوب الأمثل في ذلك، والطرق الفنية في مراقبة إنتاج المصحف الشريف في مراحل إعداده وطباعته على خطوط الإنتاج المختلفة، والطريقة المثلى في ذلك، والجوانب الجمالية في تصميم المصحف الشريف وإخراجه، وأحجام المصاحف المطبوعة وتجزئتها، طباعة القرآن الكريم بطريقة برايل، طباعة القرآن الكريم لذوي الاحتياجات الخاصة، الأساليب الفنية الحديثة في تسجيل تلاوة القرآن الكريم وفق الروايات المتواترة.
ويتناول المحور الرابع الذي يحمل عنوان: "الوسائل التِّقْنِيَّة في نشر القرآن الكريم"، الموضوعات الآتية: البرامج الحاسوبية وأثرها في تسهيل نشر القرآن الكريم، وسائل نشر القرآن الكريم رَقْمياً وسائل معالجة خطوط المصاحف المكتوبة يدوياً لإنتاج نسخة رَقْمية عالية الجودة، والتوليد الآلي لخطوط حاسوبية مبنية على خطوط المصاحف المكتوبة يدوياً، ودور البرمجة الحاسوبية في إدراج أرقام الآيات وأسماء الأجزاء والأحزاب والزخارف، والتدقيق الآلي والمصادقة الرَّقْمية لنص القرآن الكريم، طرق حماية النّسَخ الرَّقْمية من التحريف.
وذكر "العوفي" أن المحور الخامس يأتي تحت عنوان: "جهود مجمع الملك فهد في طباعة القرآن الكريم ونشره" ويتضمن: جهود مجمع الملك فهد في طباعة المصحف الشريف ورقياً، اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية في المجمع، ودورها في الإعداد والتدقيق، وأقسام مراقبة إنتاج المصحف الشريف: مراقبة النص، المراقبة النوعية، المراقبة النهائية، التقنيات الإلكترونية في مراقبة الإنتاج، والمعايير والمواصفات الفنية المعتمدة في طباعة القرآن الكريم ونشره، وجهود مجمع الملك فهد في تسجيل تلاوة القرآن الكريم، ومصاحف النشر الحاسوبي للقرآن الكريم، والمعالجة الرَّقْمية وآفاقها المستقبلية لنشر النص القرآني، وجهود المجمع في إخراج مصاحف الروايات القرآنية المتواترة، والتدقيق الآلي للنص القرآني.
جدير بالذكر أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف نظم قبل هذه الندوة خمس ندوات علمية دولية متخصصة حظيت باهتمام مختلف الأوساط المعنية بموضوعاتها، وصدر عنها نحو 240 بحثاً، تم تحكيمها جميعاً.