بطولة كأس الأمم الإفريقية "الكان" التي شارفت تصفياتها المؤهلة للنهائيات على الانتهاء كان مقرراً تنظيمها في المغرب في يناير 2015م . وبعد ظهور وانتشار مرض الأيبولا القاتل في منطقة غرب إفريقيا والذي تسبب في وفاة ما يقرب من خمسة آلاف شخص هناك . ولأن معظم المنتخبات المشاركة في النهائيات من دول غرب إفريقيا طالبت المغرب بالتأجيل حتى شهر يناير من عام 2016 أو شهر يونيو من نفس العام على أقل تقدير بسبب خوفها من انتقال فيروس إيبولا القاتل نظرا للحضور الجماهيري الكثيف والمتوقع حضوره لمؤازرة منتخبات بلاده, ومع إصرار الاتحاد الإفريقي على قيام البطولة في وقتها ورفضه طلب التأجيل اضطرت المغرب للاعتذار عن الاستضافة - رغم علمه بالعقوبات التي سيتعرض لها من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم- . فكان قرار المغرب بالاعتذار قراراً صائباً لأن صحة الإنسان أهم بكثير من قيام بطولة رياضية حتى ولو كانت هذه البطولة كأس العالم دعك من كأس الأمم الأفريقية. فوجد الكاف نفسه في ورطة كبيرة وتمثلت مشكلة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ليس فقط في ايجاد البديل للمغرب ولكن في توفر الرغبة السياسية لاستضافة البطولة , حيث حاول (الكاف) مع عدة دول لاستضافة النهائيات بعد انسحاب المغرب بيد أن استجابة تلك الدول كانت باردة ,فقد رفض السودان والجزائر وجنوب أفريقيا رفضاً صريحاً فيما ترددت نيجيريا وغانا ,كما أن أنجولا التي استضافت نسخة البطولة في العام 2010 م رفضت هي الأخرى بحجة عدم توفر الميزانية الكافية. أخيرا أسند (الكاف) تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية لغينيا الاستوائية ليضع حداً للجدل الذي صاحب اعتذار المغرب عن استضافة البطولة.. غينيا الإستوائية - التي استضافت البطولة في 2012 بالمشاركة مع الجابون - أنقذت الاتحاد الأفريقي بقبولها التنظيم.. وربما حفظت ماء وجهه.. ولكنها بالمقابل لم تبدد المخاوف المتعلقة بانتشار الفيروس رغم أنها خالية تماماً من إيبولا.. فالمعلومات تؤكد أنه لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن أي حالة إيبولا في هذا البلد منذ أن ضرب الفيروس القاتل غرب أفريقيا والحالة الوحيدة كانت اشتباهاً لمواطن من تشيلي وقد عاد إلى بلاده ولم تثبت إصابته بشكل رسمي. قبل أربع سنوات من الآن كانت جمهورية غينيا الاستوائية مجرد رقم صغير في عالم كرة القدم الأفريقية, ولكنها اليوم وعلى الرغم من كونها واحدةً من أصغر دول القارة السمراء سوف تستضيف نهائيات بطولة الأمم الأفريقية 2015م أول دولة أفريقية تستضيف النهائيات مرتين متتاليتين خلال أربع سنوات بعد القرار الذي اتخذه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) بمنحها حق استضافة نهائيات العام 2015م. الجماهير الأفريقية والإعلاميون الذين سيتجهون إلى غينيا الاستوائية لمتابعة وتغطية أكبر فعالية رياضية في القارة السمراء, سيعانون كثيرا من قلة الفنادق هذا بالإضافة إلى الغلاء الفاحش للأسعار في غينيا . باختيار غينيا الاستوائية لتنظيم "الكان" انتهى صداع اختيار البلد المنظم وسيبدأ صراع إطلاق سراح النجوم الذين يلعبون في أوروبا.. فالأندية الأوروبية كانت تضغط من الأساس من أجل إلغاء أو تأجيل البطولة حتى تستفيد من نجومها الأفارقة في فترة يناير وبداية فبراير ولكن البطولة بعد اختيار غينيا الاستوائية ستقام في موعدها.. والآن سيأخذ الصراع منحى آخر وهو خوف هذه الأندية (المبرَر) على لاعبيها من الإصابة بالفيروس لهذا ربما ترفض بعض الأندية إطلاق سراح نجومها الأفارقة وهذه المرة قد يكون لديها حجة أو مبرر للتمسك بنجومها علماً بأن الكثير من الأندية الأوروبية تنظر بعين السخط لتوقيت هذه البطولة لأنه يأتي في الوقت الذي تبلغ فيه المنافسة في الدوريات الاروربية ذروتها.