لأننا أمة كتبت للتاريخ أكبر وأعظم تجربة في تأسيس وتوثيق العقيدة الإسلامية وسلامة المنهج.. ولأننا أمة لم تكتب لحكمها دستوراً . بل انطلقت من رسالة الوحي على آخر الأنبياء المرسلين .. فكان ومازال وسيظل تشريع الله في عباده هو دستورنا. لتبقى وصية نبيه محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أساس وجودنا.. ومسارات منطلقات كل ممارساتنا. تجربتنا الوحدوية انضوت تحت ذلك الدستور العظيم فكان ثمنها عند رب العالمين حيث منحنا من خزائن الأرض منابع الخير التي انعكست على خدمة الإسلام والمسلمين ومقدساتهم . وذلك من خلال حكم رشيد وزع اهتماماته ما بين خدمة الإسلام وبناء الأرض والإنسان في منجزات طموحة وصلت بتأهيل ابناء وبنات الوطن إلى المنافسة في المشهد العالمي في العديد من التخصصات . حصل ويحصل هذا في فترة قياسية لا مجال لمقارنتها في تاريخ الشعوب. إلى الحد الذي مازال بيننا من عاش مرحلة الجوع والفقر والشتات والخوف شاهداً على العصر. هنا أنا لم أتطرق إلى ما يمكن أن اسميه جديداً في الطرح .. ولا أنتم أيضاً..لكنها توطئة لقراءة التحديات التي تواجهنا من خلال شعارات مراحل منعطفات التاريخ الحديث.. وهي منعطفات راهنت وما تزال "تستميت" من أجل النيل من أمننا واستقرارنا ومكتسباتنا الوطنية. ومن منطلقات الحقد والكراهية عانينا من الحملات الإعلامية. وعانينا من الجحود والتحديات على الحدود .. وعانينا في منابر الخطابات "العفنة" وفي دهاليز السياسة والمؤامرات واستقطاب المارقين ضد كل مقوماتنا .. ومع ذلك لم تتوقف خيرات بلادنا عن ابناء شعوب الأمة سواء الذين يعيشون بيننا أو من يقيمون في بلدانهم.. لم نحاول يوماً أن نصل إلى ردة فعل غاضبة تؤذي شعوباً نتيجة ممارسات أولئك الحاقدين.. وذلك لأسباب يدركها الجميع .. والتي يمكن اختصارها في أننا أكبر من كل تلك التحديات. سواء في منظومة المبادئ ، أو حكمة القيادة السياسية وعقلانيتها المتوازنة , أو على مستوى اللحمة الوطنية . اضافة إلى إننا شعب مسلم بكل مذاهبه . ونحترم كل الديانات والمعتقدات خارج منظومتنا الوطنية والإسلامية .. فتلك دول وشعوب أمورهم تعود إلى رب العالمين. لكن أن تصل تداعيات ما تقدم وما تأخر .. وما قد يأتي من مختلف التحديات إلى المزايدة على ثوابت عقيدتنا وتهديد وحدتنا فإن ذلك بمثابة أوهام لا يمكنها إلا ان تتبخر على صخرة التجربة السعودية ومقوماتها وقناعاتها. وإذا كان هناك من يحاولون استخدام الأوراق السياسية المغلفة بمخرجات الانحرافات الدينية والمذهبية وصولاً إلى "عرقنة" السعودية في نقل التجربة .. وتغذية الفتنة فإن كل تلك المحاولات أيضاً قد اصبحت مكشوفة بل مدعومة بثقافة الشعب السعودي الذي أصبحت أمامه قناعة تجارب التأسيس وتحولات المرحلة للعالم من حوله .. ومن ثم اختصار الرؤية في حجم المقارنة. [email protected] Twitter:@NasserAL_Seheri