في عالم تتطور أحداثه وتحولاته إلى ما هو أكثر خطورة لتهديد حياة شعوبه ومجتمعاته من خلال منظومة هذه المتغيرات في التاريخ الحديث..عالم يواجه تزايد الارهاب. وحروب التطرف والمذاهب والاديان. وسجالات في تركيباته الاجتماعية والمزايدة على الانتماء. في عالم اليوم مسرح عجيب ومتناقض يرسم صور مختلفة في مشهد يخاطب الموت والدمار.. هناك من يتدربون على الارهاب والقتل.. وهناك من يدعم الصراع.. وهناك من يتدربون على مواجهة حرب فايروس (ايبولا) وآخرون يبحثون عن طوق نجاة في العراء.. ومهاجرون تلاحقهم قذائف الموت. والبعض الآخر ينتظر الهلاك وسط الحصار الذي يلفه الخوف والجوع والظلام!! وأمام عواصف كل هذه المتغيرات تتزايد الجريمة.. وتنتشر المخدرات وتنتهك الاعراض بالخطف والاغتصاب. في مناطق توتر كانت يوماً تحلم بوهم ديمقراطية تبخرت بفعل ارث من العداوات السياسية والاطماع في السلطة وتصفية الحسابات. لتنتقل إلى المجموعات والاشخاص في شكل متفاعل مع صدى هذه الاحداث ومؤثراتها وانعكاساتها السلبية. وهي انعكاسات صادرت الاخلاقيات الدينية والإنسانية الى درجة اصبحت هذه الظاهرة جزء من الفايروسات القاتلة. عالم اليوم لن يتخلص من ارث الواقع المعاش على مدى سنوات طويلة بعد ان توسعت دائرة المتغيرات وتعددت خطاباتها وقناعاتها وتوزيع فصولها.. عالم اليوم وان تخلص من الفايروسات القاتلة بكل أشكالها إلا أنه سوف يبقى يعيش آثار الدمار فوق قدرات إعادة الاعمار..وسط اقتصاد يرسم مستقبلاً مخيفاً يواجه تحديات صعبة. كما ان التقلبات التي فرضتها المرحلة لن تتوقف عند القضاء على جنون الارهاب في كل مكان.. بقدر ما يتمدد ويتنقل على الخارطة. خاصة وقد اصبح (لعنة) في ثقافة الخطاب الديني واعتساف المنهج.. واختطاف المبادئ الى عقيدة خارج كل الاديان السماوية وحوار الحضارات. لكن هل يمكن ان تبقى الدول في حروب مع التطرف والارهاب؟. هكذا يبرز السؤال المؤلم الذي تتجه اجابته نحو ما هو أكثر سوءاً حيث سوف يزيد من توسيع نطاق الخلافات والمزايدات السياسية من ناحية.. ومن الناحية الاخرى استقطاب الجماعات المغرر بها دينياً ومالياً وزيادة نشاطها على الخارطة الدولية. وذلك في ظل قناعات من يمكن ان اسميهم (المسلمين العجم) الذين لا يدركون حقيقة المنهج الاسلامي الصحيح. كما سيؤدي استمرار المشهد الى استنزاف اقتصاديات الدول واشغال مؤسساتها ومجتمعاتها.. وبالتالي فانه لابد من حملة دولية للبحث عن معالجة حقيقية في جوانبها السياسية والاجتماعية إضافة إلى أهمية أن يكون لعلماء الأمة الإسلامية دور مؤثر.. دون ان يبقى دعاة الارهاب وحدهم في مسرح الاستقطاب لتسويق ثقافة الارهاب.. الذي وان انتهى في (كوباني عين العرب) ومناطق التوتر في العراق والشام فلن ينتهي من عيون العالم..على أنه لابد من الاعتراف بأن الإرهاب كان ومازال (ايبولا العرب)!!. [email protected] Twitter:@NasserAL_Seheri