هناك ثوابت للكتابة "الساخرة" ومن ثوابتها أنها لا تكون ذات أهمية وقدرة على نزع البسمة من القارئ إلا بوجود "ثقافة" شاملة وعامة لدى هذا الكاتب الساخر وإذا نظرنا الى الكتاب الساخرين في عالمنا العربي نجد أن ذلك الكاتب أو ما وصف نفسه به "الولد الشقي" محمود السعدني يأتي في قمة الكتاب الساخرين.. لا علينا من "الولد الشقي" بسخريته المثقفة.. كان لدينا كاتب هو الآخر كان ساخراً وذلك في بداية الثمانينات الهجرية اسمه "لقمان يونس" رحمه الله.. أما أمين سالم رويحي أبو حياة الناس الذي كان يحتل النصف العلوي من أخيرة المدينة أيامها فذلك حالة لوحده. لقد مررنا بحالة جفاف في الكتابة الساخرة "الموجعة" التي يستخدم كاتبها "الحرير" بدل السكين.. الى أن ظهر هذه الأيام واحد من هؤلاء الكتاب القادرين على الدخول الى أعماقك بهدوء ولكنه هدوء صاخب بتلك "اللوذعية" في استخدام العبارات وتداعياتها في قدرة أدبية لا تنفك من – الغمز – المحبب – انه ذلك الولد القادم من تلك المدينة الراعفة بكل ما هو جميل.. ولطيف من القول وإن كان مليئاً بكل الأسى وكل الاعتراض على ما هو – مايل – وغير صيح فما يراه ويعيشه. إنه ذلك – معلم الصبيان – كما أعتقد وتلك ميزة أعطته الكثير من قوة – الصبر – بصبرة على – شقاوة – الصبيان وساخراً متسلطاً على كل ما هو غير محبب مقبولاً في حياتنا هذه انه الساخر – الساحر بتعرجاته العجيبة الجميلة. فيما يخطه ويقوله إنه الكاتب الذي يكتب هذه الأيام "بعد النسيان" في الزميلة – مكة – انه محمد السحيمي .. أدامه الله.