شيعت مصر أمس الكاتب الساخر محمود السعدني الملقب ب «الولد الشقي» الذي فقد الحياة البارحة الأولى عن عمر يناهز 82 عاما، وذلك من مسجد الطريقة الشاذلية في المهندسين في القاهرة. جاء رحيل السعدني بعد رحلة طويلة مع المعاناة والمرض استمرت نحو ثماني سنوات أجبرته على اعتزال العمل والحياة العامة خصوصا منذ 2006، فيما قضى الأسبوع الأخير من عمره مصابا بنزلة شعبية قضى بسببها ثلاثة أيام في المستشفى ثم عاد إلى بيته ليتوفى بسبب ضيق في التنفس. السعدني الذي يعتبر من أبرز الكتاب الساخرين، حل ضيفا على المملكة أكثر من مرة عبر مهرجان الجنادرية في دوراته الأولى، كما حل ضيفا على المثقفين السعوديين في ثلوثية محمد سعيد الطيب، حيث كان يرتبط معه بصداقة عميقة، وكتب السعدني مرات عدة عن كتاب الطيب. وكان الشاعر المصري الراحل كامل الشناوي قد قال عنه «يخطئ من يظن أن السعدني سليط اللسان فقط.. إنه سليط العقل والذكاء أيضا». وللسعدني كتب منها: الظرفاء، المضحكون، الذي تناول فيه عددا من ممثلي الكوميديا. ومن كتب السعدني أيضا «أمريكا يا ويكا»، «مصر من تاني»، «الموكوس في بلاد الفلوس»، «الولد الشقي في السجن»، «حمار من الشرق»، «بلاد تشيل وبلاد تحط»، «الطريق إلى زمش»، والكلمة الأخيرة المكونة من ثلاثة حروف هي اختصار للتعبير العامي المصري «زي ما أنت شايف» بمعنى كما ترى. وكان السعدني من أبرز المتذوقين للأصوات، وصدر له في الخمسينيات كتاب عنوانه «ألحان السماء» عن عدد من قارئي القرآن، ومنهم الشيخان محمد رفعت ومصطفى إسماعيل. وكتب السعدني أعمالا إبداعية مسرحية، وكان يعلق على مقولة «المسرح أبو الفنون» قائلا «إن أدب الرحلات هو أبو الآداب». ووهنت ذاكرة السعدني في مرضه الأخير الذي استمر سنوات حتى كان ينسى من حوله. وحال المرض دون خروجه من بيته أو الكتابة الأسبوعية التي ظلت منتظمة في مجلة «المصور» وصحيفة «أخبار اليوم».