حث مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة على تكثيف وتوسيع حملة قصف مواقع مسلحي تنظيم داعش والجماعات المتطرفة المرتبطة في العراق. ويقوم تحالف عسكري بقيادة الولاياتالمتحدة بقصف مقاتلي التنظيم خاصة في مدينة عين العرب "كوباني" شمالي سوريا. ويسيطر التنظيم على مساحة واسعة من الأرض في كل من العراقوسوريا اللتين تشهدان حروبا داخلية وتتدخل فيها العديد من الأطراف الإقليمية والدولية. وفي لقاء للرئيس أوباما مع قادة عسكريين من أكثر من 20 دولة تعمل مع التحالف، قال اوباما إنه يشعر بقلق عميق من تقدم تنظيم داعش في عين العرب "كوباني" السورية وفي غرب العراق. وحث مجلس الأمن، في بيان، المجتمع الدولي "وفقا للقانون الدولي على زيادة تعزيز وتوسيع الدعم للحكومة العراقية بما في ذلك قوات الأمن في القتال ضد تنظيم تنظيم داعش والجماعات المسلحة المرتبطة به."وفي وقت سابق كان المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض قد قال إن عددا من الطيارين العراقيين بالجيش العراقي المنحل والذين انضموا لصفوف مسلحي تنظيم داعش، يدربون حاليا بعض مسلحي التنظيم في سوريا على التحليق بالطائرات العسكرية. وأضاف مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في حديثه أن مسلحي داعش كانوا استولوا على ثلاث طائرات عسكرية من طراز ميغ عند سيطرتهم على عدد من المطارات العسكرية بمدينة حلب السورية. وأوضح مدير المرصد أن عمليات التدريب تجري حاليا بمطار الجراح العسكري في حلب والخاضع لسيطرة تنظيم داعش. وأضاف المرصد أن شهودا أكدوا له أنهم شاهدوا الطائرات المذكورة وهي تحلق في محيط مطار الجراح العسكري في حلب. وأضاف مدير المرصد قائلا "لقد شاهد شهود هذه الطائرات وهي تحلق في الجو. لقد شاهدوها وهي تقلع عدة مرات من مطار في حلب وتحلق في الجو خارج المطار ثم تعود إلى المطار".وقال شهود للمرصد إن الطائرات التي شاهدوها من طراز ميغ-21 وميغ-23.وقال عبد الرحمن إنه لا يملك اي معلومة بشأن عدد هؤلاء الطيارين. لكن ناطقا باسم القيادة المركزية الأمريكية، الكولونيل باتريك رايدر، قال لوكالة رويترز إن وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، "لا تعلم" إن كان تنظيم داعش يدير رحلات في سوريا أم في أماكن أخرى. وتقول مراسلة بي بي سي في بغداد، سالي نبيل، إن تنظيم داعش سيطر على ثلاث طائرات عسكرية من الجيش السوري في حلب والرقة.ويذكر أن حلب أصبحت جبهة رئيسية في القتال بين المقاتلين السوريين والقوات السورية في أعقاب اندلاع الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد في عام 2011.وأكد البنتاغون أن طائرات التحالف شنت ست ضربات جوية على مواقع تنظيم داعش بالقرب من عين العرب.وأضاف البنتاغون أن التقارير الأولية تشير إلى أن هذه الضربات الجوية "أصابت ثلاثة مباني تابعة لتنظيم داعش ودمرت موقعين للتنظيم ودمرت عربتين له". كما استهدفت ضربة جوية منشأة نفطية يسيطر عليها تنظيم الدولة في بلدة الشدادي بين محافظة دير الزور والحسكة في الشمال الشرقي من سوريا.وفي غضون ذلك، شنت القوات العراقية هجوما على مسلحي تنظيم داعش بالقرب من مدينة تكريت التي كان التنظيم قد استولى عليها في وقت سابق. وقالت الحكومة العراقية إن قواتها حققت مكاسب شمالي وغربي تكريت وتمكنت من قطع طريق إمداد مهم كان يستخدمه تنظيم داعش للتزود بالإمدادات. ويقول مراسلون إن محاولات الحكومة العراقية في الماضي لاستعادة بعض المناطق من تنظيم داعش باءت بالفشل. ولا تزال القوات الكردية والضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة تقاتل مسلحي تنظيم داعش. ويقول المرصد إن طائرات التحالف التي تنسق مع المقاتلين الأكراد في كوباني ضربت الجمعة مواقع لتنظيم داعش. وينظر إلى الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف ضد مواقع تنظيم داعش في مدينة عين العرب (كوباني باللغة الكردية) على أنها اختبار مهم إن كان بمقدروها منع مسلحي التنظيم من السيطرة على المدينة. ويقول ناشطون إن أكثر من 600 شخص قتلوا منذ بدء هجوم تنظيم داعش على مدينة عين العرب قبل نحو شهر. كما اضطر أكثر من 160ألف شخص إلى النزوح في ظل تقدم مسلحي التنظيم . ويحاول التنظيم السيطرة على عين العرب لأنها ستتيح له التحكم في أراضي واسعة تمتد على الحدود السورية التركية.