شهدت مدينة عين العرب الكردية السورية اشتباكات عنيفة بين المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عنها ومسلحي تنظيم «داعش» الذي يحاولون منذ أكثر من شهر السيطرة عليها، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة. ورغم خسارتهم مربعهم الأمني في المدينة الحدودية مع تركيا، التي تبلغ مساحتها بين ستة إلى سبعة كلم مربع، يبدي المقاتلون الأكراد مقاومة شرسة، تساعدهم على ذلك ضربات التحالف الدولي التي يجري تنسيقها بين القوات الكردية والأمريكية. وذكر المرصد السوري في بيان أن تنظيم «داعش» المتطرف «نفذ هجوماً بعد منتصف ليل الخميس الجمعة على نقاط سيطر عليها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية قبل يومين، واستمرت الاشتباكات حتى ساعات الفجر الأولى». في مقابل ذلك، نفذ المقاتلون الأكراد هجوماً «على نقطة تمركز لتنظيم داعش عند طريق حلب في جنوب غرب مدينة عين العرب حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وتحولت بعدها إلى اشتباكات متقطعة». وذكر المرصد أن هذه الاشتباكات «أسفرت عن مقتل ثلاثة مقاتلين على الأقل من الوحدات الكردية وما لا يقل عن ثمانية من تنظيم داعش»، بعد يوم من مقتل خمسة من مقاتلي التنظيم وثلاثة مقاتلين أكراد في اشتباكات بين الجانبين. كما هاجمت «وحدات حماية الشعب» تجمعات التنظيم في قرية مينازي جنوب غرب مدينة عين العرب، وتمكنت من السيطرة على المنطقة المحيطة ببرج الإذاعة في الريف الغربي للمدينة. وأعلن المرصد السوري أيضاً أن ضربات التحالف الدولي قتلت يوم أمس الأول الخميس 13 مقاتلاً من تنظيم داعش في مناطق مختلفة من كوباني. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس: «هناك تنسيق بين القوات الكردية والأمريكيين؛ إذ إن الأكراد يعطون الأمريكيين إحداثيات» خلال الاشتباكات. من جهتها، أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الأمريكية الوسطى في بيان أن طائرات التحالف شنت 14 غارة جوية ضد تنظيم «داعش» قرب وفي كوباني يومي الأربعاء والخميٍس، وأن هذه الضربات دمرت خصوصاً 19 مبنى يحتله المسلحون الإرهابيون ومركزين للقيادة. وشنت الطائرات الأمريكية أكثر من 100 غارة جوية ضد مسلحي التنظيم في محيط وداخل كوباني منذ نهاية أيلول/ سبتمبر. من جهة أخرى، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلاً عن مصادر موثوقة، أن تنظيم داعش استولى على 3 طائرات حربية سورية قادرة على الطيران والمناورة، ويعتقد أنها من نوع ميج 21 وميج 23. وأبلغت المصادر المرصد أن داعش استولى على هذه الطائرات بعد سيطرته على المطارات العسكرية السورية في محافظتي حلب والرقة. ولم تؤكد هذه المصادر ما إذا كان التنظيم يمتلك صواريخ لاستخدامها بشكل هجومي.