التفكير فيما أريد اعادة الحديث عنه، حيث سبق لي أن طرحته على ما أذكر عند بداية "الازالة" الأولى للمنطقة المركزية بالمدينةالمنورة ان كتبت مقالاً بعنوان "مدينة بلا ذاكرة"، وأذكر أنني طرحت فكرة ترحيل مشاريع بناء الفنادق الكبيرة، والعمارات الضخمة متعددة الأدوار خلف الخط الدائري الذي كنا نطلق عليه "شارع الستين"، وكان اطلاقنا عليه بهذه التسمية غير صحيح لكونه كان "ثلاثين" متراً لا ستين متراً، وهو الطريق الذي يحد البقيع من الناحية الشرقية.. واقترحت أن ترحل تلك العمارات والفنادق خلفه، ويعمل من تحت ذلك الطريق كباري لتكون كمسارات للمشاة، ووضع "سيور"، واستخدام سيارات القلف لايصال الناس الى المسجد النبوي الشريف.. لكن في غمرة الحماسة للتوسعة أيامها لم يسمع لهذا القول سامع.. وتم انشاء هذه الفنادق الكبيرة، وتلك العمارات الواسعة، وبدأت الأسواق تحتها تشكل ملتقى آخر للناس.. وتمر الأيام والسنين لنجد أنفسنا نعيش في هذا التكدس من الزحام وحركة السير المخنوقة.. ومن ثم بدأنا نفكر في ازاحة هذه العمارات التي صرف عليها مليارات الريالات لكي نوسع على الزوار أماكن لهم في الوصول الى المسجد النبوي الشريف، ونوجد أماكن للصلاة فيها.. ولندخل في مشاريع توسعة ضخمة لم يجد ولي الأمر مناصاً من القيام بها، وهو يرى هذا الزحام، بل والاختناق.. الذي يعيشه الزائر.. فهو حريص حفظه الله على أن يكون "الزائر" لهذه المدينة العزيزة على قلبه في راحة وهدوء. لكنني أقول بكل صدق وأمانة انه لابد من النظر الى دراسة المنطقة دراسة واقعية مستقبلية.. صحيح أنني لست مهندساً مختصاً لكني كآباي الذين بنوا بيوتات هذه المدينة في السابق، وهم لا يملكون إلا الخبرة، ولكنهم كانوا بخبرتهم تلك "يعلقون" البيت على جذوع النخل، ويقومون بعمارة "الخربان" منه في حرافة لافتة. أقول لماذا لا نعود الى الفكرة الأولى التي طرحتها قبل عشرين عاماً، وهي توسيع طريق الثلاثين، وجعله ستين متراً، وتهدم كل البنايات التي داخله، ويظل المسجد النبوي الشريف، وبقيع الغردق فقط داخل هذه المساحة المفرغة، وتظل تلك المساحات من الجهات الأربعة ميادين تظلل. ويعمل من تحت ذلك الخط الستيني.. مسارات للمشاة بكل وسائل المواصلات الحديثة الآن.. على أن تقام العمارات خلف هذا الطريق بشكل تدريجي بأن يكون المخطط الأول المطل على طريق الستين في دورين فقط، والذي بعده أربعة أدوار، والذي يليه ستة أدوار، والذي بعده اثنى عشر دوراً، وهكذا من الجهات الأربعة.. وتحدد قيمة الايجارات باولوية القرب من المسجد النبوي الشريف ليكون النظر الى المسجد لا ينقطع بهذا البناء التدريجي. هل في هذا المقترح ما يتوقف عنده أم لا أحد لديه الوقت للتوقف والنظر فيه أو إليه.. أم أنه فات الميعاد كما يقال؟.