أعطى ملوك هذه البلاد عناية فائقة بل غير مسبوقة في خدمة الحرمين الشريفين بهذه التوسعات المتتالية منذ عام 1373ه وهي في كل مرة تتضاعف عن سابقتها وبإتقان معماري لا يضاهيه عمران – وهذه التوسعة الجديدة التي وضع حجر أساسها هذا الملك المحب لوطنه ولشعبه قبل أيام للمسجد النبوي الشريف لهي دليل آخر على مدى الاهتمام والاخلاص لبيوت الله التي عني بها كل العناية هؤلاء الصيد من آل سعود، فهذا الاهتمام وتلك الرعاية منه حفظه الله هو ما يجعلنا نطالب بالنظر في موقع التوسعة وأن لا يكون كما فهم من الناحية الغربية الجنوبية فقط ولكن كان الأحسن لو كانت من الجهة الشمالية، صحيح أن التركيز العمراني في هذه الجهة أكبر وأن إزالتها يكلف من الوقت أطوله، لكن في الإمكان أن تنفذ على مراحل لامتصاص الوقت وإن كان ولابد أن تكون التوسعة من الغرب والجنوب أن تظل كميادين فقط. أذكر أنه عند بدء التوسعة الأولى الكبيرة للمسجد النبوي الشريف قبل حوالي عشرين عاماً أن طالبت أن لا يكون داخل الخط الدائري والذي كنا نطلق عليه «الستين» سوى المسجد النبوي الشريف وبقيع الغرقد فقط.. وأن ترحل كل العمارات خلف «الدائري» الأول – الستين وأن يعمل من تحته أنفاق للزائرين والمصلين وأن تتوفر فيها كل وسائل النقل الحديث. وأن تلك الميادين حول المسجد النبوي الشريف تكون محيطة به وأن لا يختفي هذا الجمال المعماري الأخاذ تحت كثافة تلك العمارات الإسمنتية المحيطة به: لكن لم يحدث هذا في ذلك الزمان مع الأسف. حفظ الله هذا الملك – المحب – لمدينة الرسول صلوات الله عليه وسلامه وأسبغ عليه صحته وتوفيقه.