أكدا الباحثان السعوديان، الدكتور عبد الله بن علي أبو عرّاد، من قسم علم النفس بجامعة الملك خالد (فرع بيشة)، والدكتور سالم بن محمد المفرجي، من قسم علم النفس بجامعة أم القرى، على أهمية الاقتراب والتعاطف في التواصل مع المراهقين وإشعارهم أثناء التعامل معهم بالقبول، والإعجاب والثناء والاحترام لشخصياتهم وأفكارهم والاستماع لهم. وحذرا بعدم انتقادهم أو السخرية منهم، مع مشاركتهم في حياتهم في مختلف ألوانها ونشاطاتها، كما أشار الباحثان إلى أن الاقتراب الدافئ من الشباب يكسبهم قوة، وثقة، ورغبة يرتقون من خلالها بأنماط سلوكهم، وأضافا أن التوسع في إنشاء الأندية الشبابية الشاملة بإشراف ودعم حكومي جاد تعمل على احتضان الشباب، وإشباع الحاجات الأساسية لهم واستثمار أوقاتهم في ممارسة الهوايات والأنشطة التي ترضي طموحهم وآمالهم وتزيد من تحقيقهم لذواتهم وثقتهم بأنفسهم ومجتمعهم. كما طالبا بالعمل على توجيه الأنشطة الترفيهية لتكون بمثابة المعالجة الإرشادية الجماعية التي يقبل عليها الشباب ويتم عن طريقها امتصاص الصراعات التي تفرضها طبيعة مرحلة الشباب لتشكل تحصيناً للشباب من الوقوع في الممارسات الفوضوية. وأوضحا على أهمية إتاحة الفرصة للشباب لتحمل المسؤوليات، وممارسة الأدوار المختلفة في الحياة الأسرية، والمدرسية، والاجتماعية لتحقيق النمو النفسي المتكامل في ظل الدعم، والتشجيع والمؤازرة. كما طالب الباحثان بتوظيف البرامج الإرشادية الجماعية للشباب لتكون بمثابة التدريب النفسي المنظم الذي يعمل على تعزيز الأحاسيس الإيجابية ويقلل من العواطف، والأحاسيس السلبية بهدف تنمية اللياقة النفسية والوصول إلى أعلى مستوى من تكامل شخصية الشباب ونموها الإيجابي. وخلص الباحثان إلى أهمية التصدي للسلوك الفوضوي، ومواجهته بأساليب علمية، وأنها هي السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار، وتنقية العلاقات بين الأفراد والجماعات والشعوب. مشددان على أهمية ودور الإرشاد في التصدي للمشكلات من خلال بناء وإعداد برنامج إرشادي مقترح لمواجهة فوضى الشباب. جاء ذلك من خلال دراسة علمية (بحث علمي محكم) بأسلوب جديد، بعنوان "فعالية برنامج إرشادي انتقائي في مواجهة فوضى الشباب"، بإتباع النظرية الانتقائية، وبتناول ظاهرة فوضى الشباب بأسلوب إرشادي جديد، في عصر أصبحت الممارسات الفوضوية هي لغة الشباب السائدة في التعبير عن أنفسهم ومتطلباتهم واحتياجاتهم وأسلوباً لحواراتهم ومناقشاتهم، وطريقة للضغط على الطرف الآخر. وعرف الباحثان فوضى الشباب بأنها:الممارسات التي تخرج عن الأنماط السلوكية المسئولة، والضوابط، والقيم الأخلاقية، والأنظمة والقوانين العامة بهدف الإثارة، والاعتداء على حقوق وحريات الآخرين، وإزعاجهم والاعتداء عليهم لإلحاق الأذى بهم أو بممتلكاتهم أو بحقوقهم بشكل مندفع ومتهور يشتمل على العدائية والسلوك العدواني والممارسات العنيفة والعناد، والتحدي والمواجهة المندفعة والمتهورة والتمرد على السلطة وانتهاك المعايير الاجتماعية، والاعتداء على الآخرين والممتلكات والخروج على القواعد والأنظمة. يذكر أن الدراسة الحالية اعتمدت على المنهج التجريبي في تناول المتغيرات، وفقاً للفروض وللتصميم التجريبي، متغيرات مستقلة تتمثل في برنامج إرشادي انتقائي يهدف لمواجهة فوضى الشباب، ومتغيرات تابعة تتضمن الفوضى السلوكية لدى عينة الشباب في الدراسة الحالية، على مجتمع الدراسة المكون من طلاب الصف الثالث الثانوي بالمدارس الحكومية بمكة المكرمة، حيث تم اختيار 5 مدارس عبارة عن عينة الدراسة بالطريقة العشوائية البسيطة.