قبل خمسة عشر عاما من الآن التحقت بالعمل في هذه الصحيفة العريقة حيث كانت بداية معرفتي بالأستاذ عبد القادر محمد أبو عطوان معلم اللغة العربية العتيد لمدة فاقت الستة وثلاثين عاما في المملكة العربية السعودية , ثم التحق بعدها بالتصحيح اللغوي في صحيفة البلاد , فأتاها مشبعا بالخبرة , وكان نعم الزميل الموجه والناصح . رغم فارق السن الكبير بيني وبينه إلا أنه - والشهادة لله – كان يعاملني معاملة الأخ بل والند أحيانا كثيرة حتى استحيي أنا منه . (العم عبد القادر) - الذي كان يحلو له أن نناديه بهذا الاسم – لقد حظيت بثقته الكبيرة فامتدت علاقتي به حتى التواصل الأسري فتعرفت على ابنه الوحيد الدكتور بسام أطال الله عمره وشقيقه عبد الله رحمه الله وأبناء خاله بشير وكمال وزياد (عطوان) . أبو بسام رحمه الله كان شاهد عيان للاحتلال الإسرائيلي البغيض لفلسطين الحبيبة , كم حكى لي بالتفصيل عن التجارب المريرة التي مروا بها واللحظات العصيبة التي عاشوها تحت دوي القنابل والمدافع وأزيز الطائرات . كان يحكي بعفوية ويصور لي الحدث كأني أشاهده الآن حياً, وعينه تفيض بالدمع , فكم أبكاني معه وأدمى قلبي . لم ييأس من العودة لوطنه الأم فلسطين ومسقط رأسه (إسدود) وكثيرا ما كان يسأل الله أن يحقق حلمه بالرجوع لبلاده مرة أخرى والعيش فيها, ولكن الله غالب على أمره سبحانه القائل : (وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غداً, وما تدري نفسٌ بأي أرض تموت). (عمي عبد القادر) سأظل أذكرك ما حييت .. نم قرير العين في قبرك وأسأل الله أن يجعله لك روضة من رياض الجنة .. ما زال بحوزتي المصحف الشريف الذي كنت تقرأ منه القرآن جعله الله شفيعا لك يوم القيامة . سأحتفظ بهذا المصحف لأذكرك به , فيذكَّرني بالدعاء لك. عزائي لابنه الدكتور بسام ووالدته وشقيقاته .. وكل أسرة آل عطوان . اللهم انزل على قبره شآبيب رحمتك وغفرانك ورضوانك , ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده .. واجمعنا به يوم القيامة عندك على مقعد صدق يا مليك يا مقتدر. "إنا لله وإنا إليه راجعون" للتواصل 0501931543 [email protected]