أعرب عدد من المثقفين والأدباء عن بالغ حزنهم برحيل الرائد الكبير عبدالله عبدالجبار الذي انتقل إلى رحمة الله صباح أمس الأول بعد حياة حافلة بالعطاء. ونعى فضيلة الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء فقيد الأدب والثقافة المفكر عبدالله عبدالجبار، وقال وهو يقدم واجب العزاء لأسرة الفقيد: نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته و(إنا لله وإنا إليه راجعون). عبر الأديب عبدالفتاح أبو مدين عن بالغ حزنه برحيل الأستاذ عبدالله عبدالجبار، وقال: كان استاذنا أديبنا الكبير الناقد وعميدنا في هذه الفترة بالذات، ولقد فقدنا علماً من أعلام الثقافة وأعلام النقد، رحمه الله برحمته الواسعة، وكان هذا البيت نتردد عليه كثيراً في السنوات الماضية ونقضي معه سهرات حينما كنت رئيساً للنادي الأدبي وكنا نتحدث في الثقافة وكان بتواضعه وبحبه للناس وللثقافة ولمحبيه وكان رجلاً لطيفاً لا يوجد به شيء من الكبر أو التعالي على الآخرين لذلك كان نادراً ما يكون في هذا العصر أو في غيره في درجة هذا الأديب الكبيرمن تواضعه وثقافته.. يرحمه الله. وقال الكاتب والأديب عبدالله فراج الشريف: الأستاذ الكبير عبدالله عبدالجبار يعجز اللسان عن أن يصف جوانب حياته المضيئة والتي حملت إلى هذا الوطن إضاءات في كل باب وفي كل مجال.. عبدالله عبدالجبار ماذا أتحدث عنه.. أتحدث عنه التربوي والمعلم الذي تخرّج على يده أجيال والذي كان في مكة عندما لم يكن في المملكة كلها إلا المعهد العلمي السعودي ومدرسة تحضير البعثات وكان هو مع كوكبة من رواد هذا الوطن يرعون النبتة الأولى التي كان منها الذين خرجوا إلى الابتعاث في ذلك الوقت في مصر وكان على رأسهم عدد ممن عادوا وزراء. وأضاف الشريف: ثم إذا نظرنا إليه كأديب فهو رجل غير مسبوق لا في عبارته ولا في أفكاره، مقالاته شيء عجيب، نأخذ مقالة واحدة وهي الساعة أديب الخامسة والعشرون وكأنه الأديب الذي هو خارج الزمن كانت مقالة ضج لها العالم العربي والأدبي المحلي، وإذا نظرنا إليه في النقد فلا نتكلم إلا عن كتاب له في النقد هو اليوم مرجع للنقاد وكل من كتبوا بعهده حتى اليوم يرجعون إلى هذا الكتاب، وإذا نظرنا إلى أول من شق الطريق وكتب القصة وأول من شق الطريق لكتابة مسرحية في هذا الوطن وأول من شق الكتابة يدافع بها عن أصالة وتراث اللغة العربية والإسلام فكتب عن محاضرة ألقاها في مؤتمر الأدباء في بغداد عن الغزو الفكري فكان أول من كتب عن هذا الموضوع، فهو متعدد الجوانب، موسوعة تمشي على قدمين، وأما في أخلاقه فالناس يعرفون عنه الكثير.. نظيف اليد لا يقبل منّة من أحد أبدًا.. وهو عاش على القليل تأتيه الأموال فيرفضها وعاش العمر كله وهو عفيف النفس ذو كرامة لا يستطيع الصبر عليها إلا عظماء الرجال.. هذا هو عبدالله عبدالجبار رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.