أصبح من الواضح أن أجواء الحرب المفتوحة ضد الجماعات المسلحة، ستبقى تخيِّم طويلا على الأجواء التونسية. فحادثة قتل فتاتيْن في مقتبل العمر ليل السبت 23 أغسطس 2014 بمدينة القصرين عن طريق الخطأ، يعكس في حدّ ذاته درجة التوتّر العالية التي تسود أوساط الأمنيين والعسكريين، خاصة المرابطين منهم في المناطق الحدودية والأماكن المعزولة والساخنة. عندما تجمع أنصار "تنظيم الشريعة" الارهابي لأول مرة أمام بعض مراكز الأمن ، استفزّ ذلك القيادات الأمنية التي قدرت يومها بأنه لو توفّرت الإرادة السياسية، لأمكن لها ردْع هؤلاء في وقت وجيز. اليوم، وقد مرّ على انطلاق المواجهة الفِعلية والشاملة مع هذه الفئة، أكثر من سنة ونِصف، فإن هذه القيادات قد عدلت في تقييمها لحجم الظاهرة، وأصبحت تتحدّث عن حرب طويلة.