ارتبط اسم تنظيم "داعش" بالمرأة في مناسبات عدة، منها الاستغلال الجنسي والعنف بأنواعه وآخرها السَبْي، ورغم كل ذلك لم يغفل التنظيم دور المرأة كداعم ومساند له لوجستياً وعسكرياً. فقد أقام التنظيم الارهابي الدنيا بجرائمه ولم يقعدها منذ أن أطل برأسه القبيح في ميدان القتال والسياسة والتستر كذبا بالدين ، وما يسجل عنه وحوله من عنف وبطش أو بتعليماته الصارمة، التي كان للمرأة منها النصيب الأوفر. وتحت غطاء الدين، وادعاء تطبيق الشريعة، دشن "داعش" علاقته بالمرأة بالمطالبة بفرض جملة من الاجراءات المتشددة منها أنه يمنع منعاً باتاً الكشف عن العينين. ليختتم التعليمات والممنوعات في قائمته الطويلة، بعبارة: "فقد أعذر من أنذر". محرمات "داعش" وضوابطه للمرأة تجاوزت موضوع الزي، بل إلى حد فرض الختان على الفتيات، وأخيراً اتهم بسبي نساء من الطائفة الأيزيدية وبيعهن في سوق النخاسة، بعد سيطرتِه على منطقة سنجار العراقية. وطاردت "داعش" قضايا أخرى لها علاقة بالمرأة مثل الاستغلال الجنسي، حيث تحدثت وسائل إعلام غربية عن استجابة عشرات الأوروبيات لدعوة "داعش" في جهاد النكاح. وكشفت صحفة "ديلي تيلغراف" البريطانية قصة مغادرة توأمتين من مدينة مانشستر البريطانية منزلهما إلى سوريا بهدف الانضمام إلى شقيقهما الذي انخرط في العمليات المسلحة هناك. ولم يقف دور المرأة في تنظيم "داعش" على ما سبق ذكره فقط، وإنما اتخذت المرأة أدواراً مختلفة، لتكون شريكا له في التنظيم، كناشطات على الإنترنت، حيث يقمن بالحشد والتعبئة واستقطاب المقاتلين الارهابيين وتأمين الأموال متخذات من الشبكة العنكبوتية وسيلة لذلك. أو أن يكون نشاطاً مسلحاً، حيث تقع على عاتقهن في هذه الحالة مهام تتعلق بالمراقبة ونقل المعلومات والذخائر لسهولة تنقلهن بخلاف الرجال، فضلاً عن تفتيش النساء والإشراف على السجينات. ول"داعش" كتيبتان نسائيتان، تحملان اسمي "الخنساء" و"أم الريان"، لكن لا أعداد دقيقة عنهما... لتبقى علاقة "داعش" مع المرأة محل تناقض وغموض، تعمقها كثرة الشائعات تحت غطاء الدين.