في الوقت الذي بدأت فيه جدة التاريخية بالعودة الى اكثر من خمسين عاما للوراء في مهرجان (رمضاننا كذا) بدأ الزوار يتوافدون على هذا العبق التاريخي الجميل فكل يوم يزداد العدد عن اليوم الذي قبله وذلك عبر مسارين وذلك بدءاً من العاشرة مساءاً حتى الثانية فجراً. (البلاد) التقت بعدد من زوار المهرجان واستطلعت آراءهم وانطباعاتهم نحوه. يقول الدكتور محمد بادحدح الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الاسلامي:"أولا رمضان شهر الفضائل والمكارم والنعم وتاريخ وامجاد وانتصارات للمسلمين شهر التآلف والمحبة ثانيا بالنسبة لجدة التاريخية فمنذ سن الطفولة كان اخر عهدي بها ولكن اشكر كل من له دور في احياء هذه المنطقة وهذا النشاط الذي الاحظه وصراحة جددت ذكريات كثيرة وكان عمي، رحمة الله عليه، طريقه للسوق في شارع قابل من هنا من وسط هذا المهرجان وكنا برفقته ونحن صغار ولكن لما هجرت انقطعنا عنها ووضعها حالياً ذكرنا بزمان حتى اولادنا يأتون إلى هنا ويشوفوا كيف كان أباؤنا واجدادنا يعيشون وكيف كانت اكلات زمان المسحراتي كيف كان يجيء لكل بيت وينادي باسماء اهل البيت لتذكيرهم بالسحور وعرفوا الاكلات الشعبية مثل الكباب الميرو وعيش الحب والمفرود والبليلة وبصراحة لم يكن يخطر في بالنا ان نأتي الى هذا المكان ولكن بعد ما شفنا المهرجان واحياء المنطقة قمنا بزيارتها واتوقع بعد الذي شفته ان اصحاب البيوت المهجورة سوف يقوموا بالاهتمام بها وتطويرها لمشاركتها في المهرجانات القادمة وخاصة بعد ما سجلت في منظمة اليونسكو لانه كل من زار جدة سواء من داخل المملكة او خارجها سوف يقوم بزيارة هذه المواقع واتمنى من امانة جدة ان تعطي للمنطقة اهمية وخاصة في المرة القادمة من ناحية ارصفة الأزقة والشوارع بين البيوت وتشجيع اصحاب المنازل باعادة الروح اليها بترميمها وان تكون على مدار العام مفتوحة مثل الآثار في الدول الاخرى وانا توقع ان يصل الزوار في نهاية المهرحجان الى مائة الف زائر وذلك في خضم الازدحام الذي اراه امامي وخاصة اذا بدأت الاجازة ويبدأ الزوار بالقدوم من الرياض والشرقية وبقية مناطق المملكة ولكن اتمنى من اصحاب البيوت ان يقوموا بفتحها او ان يخصص كذا بيت لكي يقوم الزوار بالدخول فيه ومعرفة تفاصيله من الداخل والوقوف على الرواشين ويبينون للناس كيف ينادي الجيران على بعضهم البعض". وليد كتانة من الاردن قال:" لقد اعجبت بما رأيت من عبق التاريخ الجداوي والذي يدل على الاصالة والكرم وقد لفت انتباهي الاشياء القديمة سواء كانت الجلسات أو الأكلات والمتاحف وانا اشكر اللجنة المنظمة على حسن الاستقبال والتنظيم المميز وانا بصراحة اشعر وكأنني في بلدي الأردن". "لم اكن اتخيل المهرجان بهذه الروعة" هذا ما قاله ثامر يحيي مضيفاً :"التنظيم كان مميزا من ناحية طريقة الخروج والدخول والذي اعطى سلاسة في المسارات بالرغم من الزحام وأنا اشكر القائمين على البرنامج سواء في الأمانة أو المحافظة ولكن لي ملاحظة على المنازل المغلقة والتي اتمنى انها تفتح امام الزوار". وقال منصور رفه:" هذه اول زيارة لي لهذا المهرجان ولكن عائلتي قامت بزيارة المهرجان السابق واعجبوا بالتحسن والفرق بينهما وانا اتمنى من المواطنين ان يقوموا بزيارة هذه المنطقة العريقة والتي تحكي عبق الماضي وتراثه ولفد لفت انتباهي الرواشين القديمة والتي اعجب بها ابنائي وقد بينت لهم كيف كان اصحاب هذه المنازل يعيشون في السابق ولكن اتمنى ان تكون المساحة اكبر وان تشمل جميع جدة القديمة حتى تعطي مجالا واسعا للتخفيف من الزحام في موقع واحد محصور". أم أنس من زائرات المهرجان قالت:" اعجبت بهذا المهرجان اكثر من السابق سواء من ناحية التنظيم أو الاضاءة وطريقة الاطفال وهم يلعبون العاب زمان وقد ذكرونا بالماضي". وقال ابراهيم المشهوري:" لقد لفت انتباهي الترتيب والاستقبال والتنظيم الحاصل في المهرجان وقد اعجبت بطريقة الدخول والخروج والذي ادى الى سهولة مرور الزوار في الممرات دون تعطيل للسير". عادل القرشي مبتعث وقادم من كندا قال:" لقد عرفتنا المنطقة التاريخية على عادات وتقاليد لم نكن نعرفها وكذلك الاكلات الجداوية القديمة الشعبية وكذلك الازياء والملابس. طبعا انا عندي ملاحظة وهي ان الشباب ليس لهم كرت في المهرجان ولم نستطع ان نتذوق الكبدة وذلك ان كل قسم للعائلات فقط واتمنى ان يحددوا يوما للعائلات وآخر للشباب او ان يخصصوا يوما في الاسبوع يكون للشباب فقط . فالمهرجان لا يوجد في اللافتات ما يبين انه مخصص للعائلات هذا بالاضافة إلى منع من كان يلبس (شورت) من زملائي بالرغم من وجود شباب (لابسين شورتات) فليت النظام يطبق على الجميع فنحن اتينا لكي نستمتع بالمهرجان ولم نأت للمضايقة او الفوضى ويوجد منظمون وكشافة منتشرون في جميع مرافق الموقع بامكانهم ان يبلغوا عن اي شباب يحاول ان يحدث فوضى كذلك المواقف وقد استغرقنا قرابة الساعة ونصف الساعة نبحث عن موقف واضطررنا ان نوقف السيارة على مسافة كيلومتر عن موقع المهرجان ولكن نقول إن شاء الله يتم تلافي هذه الملاحظات في المهرجانات السابقة". وقالت سمر الصويغ:" ان الذي اتى بهذه الفكرة يفترض ان يتوج وكان من المفترض ان يكون هذا المهرجان يعمل منذ سنوات مضت وبالرغم من ان هذه اول زيارة لي ولكني ذهلت بالذي رأيته حيث ان الشخص يستطيع ان يرى تراث جدة وعبقها التاريخي الذي يحكيه هذا المهرجان ولكن بصورة مصغرة ونحن بدرونا نقوم بتعليم اولادنا كيف كانت حياة الماضي وقد اعجبت بالترتيب والتنظيم وقد لفت انتباهي ان الذي يقوم باعمال الاكلات القديمة والمعارض كلهم من اهل البلد وليس للاجنبي يد في ذلك ولكن اتمنى ان يكون المهرجان القادم ان لا يركزوا على الاكلات فقط بل يستحدثوا افكارا ثانية قبل الادوات القديمة والصناعة والحرف حتي يبينوا للزوار كيف كان اهل جدة يدبرون امورهم قبل ظهور التقنية مثل الخصف والحياكة وصيد الاسماك وذلك مثل ما يعمل في مهرجان الجنادرية وبما انها دخلت منظمة اليونسكو فاتمنى ان يكون هناك اهتمام من انفسنا اولا ثم من اللجان القائمة عليها لانه سوف يكون هناك زوار من دول اوروبية وغربية يأتون الى هنا ليكتشفوا هذه المنطقة التاريخية التي دخلت المنظمة". ويقول ابنها فيصل وائل:ط لقد اعجبت بالاكلات الشعبية التي اعتبرها صحية بالكامل وخالية من المواد المصنعة وكذلك اعجبت بالبيوت القديمة التي زينت بالرواشين ومركاز العمدة الذي يجمع اهل الحارة ليعرفوا احوال بعضهم البعض". "اكبر مشكلة واجهتنا هي المواقف" هذا ما استهل به كلامه احمد باطرفي مستطرداً:" لقد اضطررت ان اوقف سيارتي في حي العمارية وآتي مشيا مع عائلتي الى هنا فالمفروض من الجهات المسؤولة ان يهيئوا مواقف للزوار وبالنسبة للمهرجان فهو يعد فرصة للجيل الجديد للتعرف على ما كان عليه اباؤنا واجدادنا. وقد اعجبت بالتواجد الكثيف للأمن سواء الدوريات والمرور والشرطة أوالدفاع المدني وقبل ان انهي حديثي اتمنى ان يوفروا مواقف في المهرجانات القادمة وان يقوموا بتحويل الدوار الى مواقف متعددة الأدوار". اصغر مصورة وجدناها في المهرجان صفية عبدالله والتي بدأت تلتقط صوراً للرواشين ومراكز العمد بكاميرتها وقالت:" لقد اعجبت بالبيوت القديمة والرواشين والفوانيس التي زينت الممرات والازقة واشكر المنظمين والقائمين على المهرجان وعلى حسن الاستقبال والتنظيم". وقال حازم الصباغ:"المهرجان هذا يختلف عن المهرجان السابق من حيث التنظيم والاستقبال والانارة كما لفت انتباهي انهم خلطوا ما بين الجديد والقديم ولكن المواقف تشكل عائقا للزوار". وقالت نوال:"الاجواء في المهرجان رمضانية بحتة وتحسسك كأنك تعيش العبق التاريخي الجميل الذي عاشه اباؤنا واجدادنا". ناصر المنصوري وعبدالمحسن المقصوري وجويعد الحارثي القادمون من مدينة نجران قالوا:" لم نعلم عن هذا المهرجان الا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الاصدقاء حيث انه كان غائبا عن الاعلام سواء المرئي منه أو المقروء ولقد تفاجأنا بالذي رأيناه امامنا فلم نكن نتوقع هذا الشكل من التنظيم والروعة ولم نكن نعرف ان في مدينة جدة منطقة تاريخية بهذا الحجم وقد اكتشفنا عادات وتقاليد اهل الغربية عامة وجدة خاصة مثل الاكلات الشعبية والاهازيج المصاحبة لها والمسحراتي والمنازل القديمة ومراكز العمد وقد شعرنا وكأننا نعيش الواقع الحقيقي لهذه الحياة الجميلة في السابق". فؤاد زيادة من لبنان قال:" أتيت لأداء مناسك العمرة وبعد ان انتهيت قمنا بزيارة لمدينة جدة وتفاجأنا بهذا المهرجان الجميل والذي نشكر القائمين عليه وذلك من حيث الأداء الجميل للجان المتواجدة فقد كانوا معنا في كل مكان وكانوا متعاونين معنا ويرشدونا داخل التاريخية ولكن اتمنى ان يجدوا حلا للمواقف فهي المعضلة أمام الزوار فقد ذهب وقتي في البحث عن موقف واتمنى ان يقوموا بعمل مواقف عامة حتى لو بعيدة عن المهرجان ويكون هناك نقل عام من وإلى المواقف." واضافت ابنته نهى": اعجبت كثيراً بالمهرجان وإن شاء الله ننقل الفكرة إلى لبنان وقد احببت البيوت الشعبية والاضاءة بالفوانيس". وقالت زمزم أبكر علي وسارة محمد من جمهورية تشاد انهما اعجبتا بالمهرجان وهو مختلف تماما عن مهرجان (كنا كذا) من حيث التنظيم وكثرة الاكلات الشعبية ولكن كان هناك ملاحظة وهي كثرة الشباب الذين يتعمدون المضايقة وخاصة ان الزوار اعدادهم كبيرة جداً فوق ما تتصور واتمنى ان يخصصوا يوما للشباب لان من حقهم ان يروا تاريخ جدة القديم". المعلم أحمد عبده احوس (بناء تاريخي) قال:" قمت بترميم بيوت الداغستاني وباناجة وياقوت والبترجي وبيت ياقوت قمت ببنائه من الاساس والآن اقوم بتدريب طلاب الجامعة عند بيت باعشن ولي الآن قرابة الثلاثة أسابيع". واضاف:" إن شاء الله سوف نقوم قريبا بترميم المنازل المتهدمة وسوف تكون في المهرجان القادم بمشيئة الله أفضل من الآن بكثير وأنا في حارة الشام منذ خمسة وستين عاماً وإن شاء الله سنقوم بفتح منازل في المهرجانات القادمة". وقال عبدالله علي الشهراني من زوار المنطقة:"رأينا أشياء لم نراها من زمان وأشياء لم نعرفها إلا هنا والتي تخص أهل جدة وخاصة البيت الحجازي وطريقة تقديم الاكلات الحجازية بأهازيج جداوية جميلة ولكن عندي ملاحظتين اتمنى تلافيهما في المهرجانات القادمة وهي كثرة الشباب الذين يضايقون العائلات ومواقف السيارات فلا توجد أي مواقف عامة في البلد على وجه العموم والمهرجان على وجه الخصوص".