أبدى عدد من الزائرات للمسجد النبوي الشريف ملاحظاتهن من سوء تعامل المشرفات عند بوابات المسجد وبعد الدخول في رحابه , ولخصن مشكلتهن بان هناك من يحاول تخصيص أماكن للسعوديات وأماكن أخرى للأجنبيات (غير السعوديات ) وعدين ذلك تصرفاً غير لائق مع حرمة المكان وآداب المسجد , وحق الأولوية لمن يصل أولاً , من غير تفاضل بحسب الجنس والعرق .. ( البلاد ) التقت بعدد من المعتمرات وذويهن ,وبالمسؤولين في الحرم النبوي الشريف لمعرفة وجهات نظرهم تجاه ملاحظات الزائرات. بداية تحدثت لنا المعتمرة زينب عبدالفضيل المصرية من المنصورة , فقالت:»حينما دخلت الروضة الشريفة انا وأخواتي المصريات قمنا بإطلاق الزغاريد وذلك تعبيرا عن فرحنا لدخولنا الروضة الشريفة وانتهرتنا المرشدة , وقالت اخرجن ليس هذا قصر افراح , ولم توجهنا بلطف وصلينا ركعتين وهي على رؤوسنا . وقامت بإخراجنا إلى التوسعة .. ورأيت تجميع المعتمرات حسب جنسية كل واحدة , الأمر الذي تسبب في تزاحم كبير , ولو تركت كل زائرة لوحدها لكان ذلك أفضل , وبقي سؤالنا الحائر : لماذا الاخوات السعوديات والخليجيات مع بعضهن , وبقية الدول كل دولة لوحدها , فنحن جميعا مسلمون , فلماذا التفرقة ؟» . وقالت الزائرة هدى بنت اسماعيل مغربية من فاس :»أنا تأثرت كثيرا وأنا اسمع المشرفة تقول : « السعوديات هنا , والأجنبيات في المنطقة الأخرى « .. فصدمت بهذه الكلمة .. أليس المسجد النبوي للجميع , وكلنا مسلمون ؟ .. فلماذا هذه التفرقة حسب الجنسيات ؟ .. وكذلك لماذا يستجلوننا لدخول المسجد والروضة ونحن اتينا من مسافات بعيدة جداً , جئنا زيارة للحرم الشريف ربما مرة في العمر , وهذه التصرفات من المرشدات تنزع عنا الروحانية التي يحدثني عنها زوجي في قسم الرجال , فلماذا يتم هذا التجميع لنا , وطلب مغادرة الروضة بعد ركعتين». أما المعتمرة سلمى ابو قريط من الجزائر , فقالت:»من الاشياء التي ضايقتنا أنه عند دخولنا للمسجد النبوي , وجدنا عند نقطة دخولنا مرشدين رجال , ورجال أمن يتصفحون وجوهنا في قسم مخصص للنساء ما جعل بعض الزائرات يغطين وجوههن حياء من الرجال , فحبذا لو تم ابعاد المرشدين من الرجال والأمن عن موقع النساء .. واحب أن أضيف أنه من غير المناسب تقسيم الزائرات والمعتمرات حسب جنسياتهن .. واستدرك فأقول إن نفس الاجراء لا يحدث في المسجد الحرام بمكة المكرمة , فهناك يدخل الجميع بدون تفرقة .. فلماذا إذن في المسجد النبوي هذه التفرقة؟.» وقالت لنا السيدة المعتمرة خديجة عبدالحميد من تركيا:»اترك الحديث معكم لزوجي ابراهيم برهان الدين , الذي قال لي ماذا تريدون؟ , وسأل زوجته عن كيفية التنظيم النسائي في المسجد النبوي , ثم قال لنا : إنها تقول ان زوجي شخص تركي يدخل مع جميع الجنسيات سعودي باكستاني مصري وايراني وإندونيسي ونيجيري وجنسيات من مختلف انحاء العالم .. فلماذا الرجال يدخلون بدون تمييز على حسب الجنسية , فيما النساء المسلمات يتم التفرقة بينهن عند دخولهن المسجد , ماهي المشكلة أن تكون بجواري حين أصلي في الروضة مصرية مثلاً , وعن يميني أو شمالي إندونيسية أو أي جنسية أخرى , نحن نحس بأننا مسلمون لا تفرقنا الجنسيات.» وقالت السيدة المعتمرة زاهده عمار من فلسطين:»أنا سيدة كبيرة في السن , وهذه أول مرة أزور فيها المسجد النبوي الشريف , بعد أن من الله على بعمرة مباركة في هذا الشهر الفضيل .. وكنت اتمنى أن آخذ في المسجد النبوي وخصوصاً بالروضة الشريفة وقتاً كافياً من الصلاة وقراءة القرآن , لأنها أمنية العمر . ولكن كانت المفاجأة أنه منذ دخولي المسجد يتم تقسيمنا إلى فئات أو جنسيات .. وهذا شيء يحز في النفس .. فأنا مثلا انتظرت ساعة كاملة حتى دخلت الروضة , وعندما دخلتها لم أجلس إلا حوالي الخمس دقائق , حيث طلب منا الخروج فورا من الروضة , وحاولت أن اقنع المشرفة لمزيد من الوقت ولكنها لم تعطني فرصة لصلاة ركعتين أخريين في الروضة الشريفة .. وقالت لي تحركي إلى حيث التوسعة بآخر المسجد النبوي.» وقامت (البلاد) بنقل ملاحظات المعتمرات إلى الشيخ عبدالواحد الحطاب مدير العلاقات العامة والاعلام بشؤون المسجد النبوي الشريف..فقال لنا:» يسعدني أن اوضح لأخواتي وأخواني ما يلى .. فخلال شهر رمضان تفتح الزيارة للنساء ثلاث مرات يومياً .. بعد صلاة الفجر .. والظهر .. وبعد صلاة التراويح .. وفي العشر الأواخر من رمضان تتحول إلى فترتين (بعد الظهر وبعد العصر).. ويتم تنظيم دخول الزائرات بعد اخلاء الجزء من الروضة الشريفة من المصلين الرجال , ويكون هناك تجمع كبير من النساء عند البوابات المخصصة لدخولهن. واضاف الشيخ عبدالواحد:» وحتى لا يصبح هناك تدافع وسقوط كما كان في الماضي , يتم ادخال الزائرات إلى المسجد النبوي على دفعات حسب الجنسيات , من خلال المرشدات كل مرشدة معها لوحة مكتوبة بلغات مختلفة (تركية هندية فرنسية وانجليزية ) وجميع اللغات ، وتتحدث المرشدات مع الزائرات كل بحسب لغة بلدها .. وكذلك هناك لوحات ارشادية للأخوات العربيات (المصريات التونسية والمغربية والجزائرية والموريتانية ... ) وغيرهن من الدول العربية والإسلامية . وقال الشيخ عبدالواحد : يوجد مكان مخصص لتجمع السعوديات ودول الخليج العربي , ويتم فرز كل بلد بعضهن مع بعض , وقد نجحت هذه الخطة , وهى تشبه عملية تفويج الحجاج , كل جنسية مع بعضها ومع مرشدتهن حتى لو قل عددهن , حتى لو كن اثنتين أو اربعا .. ويتحركن مع المرشدة حتى يتم دخولهن للروضة الشريفة واضاف الشيخ عبدالواحد :»أحب أن اوضح أنه ليس صحيحا ما قالته الاخوات الزائرات من أن السعوديات يعاملن بشكل خاص , والعكس صحيح فالسعوديات يعاملن كغيرهن من الزائرات كمجموعة مع بعضهن البعض وما يحصل ربما من البعض من أخواتنا المعتمرات والزائرات هو فهم خاطئ , وهذه أبواب المسجد النبوي الشريف مفتوحة للزائرات والمعتمرات , ولا يوجد تفرقة بين أحد , وما يحدث هو عملية تنظيمية ليس إلا» . واضاف الشيخ عبدالواحد:أما ما قيل عن التعامل بشدة من قبل بعض المرشدات مع الزائرات فأقول :»إن إدارة المسجد النبوي الشريف تقيم دورات متواصلة لتأهيل المرشدات , ورفع مستوى كفاياتهن في التعامل الحسن واللطيف مع الزائرات , وخلال هذا الشهر الكريم نظمنا عدة دورات تأهيلية لمرشداتنا , بالتعاون مع جامعة أم القرى وجامعة الملك سعود في سبيل توجيه المرشدات إلى حسن التعامل مع الزائرات , ونحن لا ننكر وجود بعض الأخطاء من بعض المرشدات التي تنطلق من حسن النية وذلك نتيجة أخطاء من بعض الزائرات في أدب الزيارة» . وقال الشيخ عبدالواحد :» مثلا هناك من تطلق الزغاريد بصوت عال تسمع من كل من الرجال داخل المسجد النبوي , وهذا لا يجوز .. وكذلك بعضهن نتيجة لضعف ثقافتها الدينية ربما تقوم ببعض الاعمال غير المستحبة في المسجد النبوي والروضة ويتم توجيههن الى عدم صحة مثل تلك التصرفات شرعا , مما يجعل بعض أخواتنا الزائرات يتضايقن من توجيهات مرشداتنا ،اما عن تواجد بعض رجال الارشاد والامن عند مدخل النساء فقط عند بداية المدخل , فان ذلك لمعالجة أي حدث خارجي او تجاوزات , وبعد البوابة لا يوجد أي وجود للرجال في القسم النسائي بكامله . اما بالنسبة لتضايق بعض الاخوات الزائرات من عدم السماح لهن بالجلوس في الروضة , فهذا التعامل سببه أننا حريصون لإفساح المجال لبقية الزائرات , نظرا لضيق مساحة الروضة كما هو معروف , وهذا الاجراء مطبق ايضا في القسم المخصص للرجال , والذي يقضي بعدم المكوث اكثر من صلاة ركعتين هذا في ايام الزحام .. اما اذا لم يكن هناك زحام للزائرين فالأمر يترك للزائر حسب رغبته . واخيرا فإنني اشكر ( البلاد ) على حرصها على نقل الصورة كما هي , واتمنى ان اكون بهذا التوضيح قد ازلت اللبس حول ما طرحتموه من ملاحظات اخواتنا الزائرات , اللواتي نسعى للقيام بواجبنا تجاههن وتجاه كل زائر للمسجد النبوي الشريف , ونرجو التوفيق من الله لان نكون عند مستوى هذا الشرف العظيم الذي اختصنا الله تعالى به لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين .