.. لا أستطيع أن أزعم بأنني دائم التردد على الحرمين الشريفين والصلاة فيهما، ولكني مع قلة عدد المرات التي أتشرف بالصلاة في المسجد الحرام، والطواف بالكعبة المشرفة يزعجني ويكاد يفقدني الروحانية التي أستمتع بها وأنا متوجه لداخل المسجد، أو خلال الطواف بالبيت العتيق، ما أراه من أسلوب فظ وكلمات نابية من المرشدين وهم يأمرون وينهون ويدفعون أو يسحبون الطائفين أو القائمين الركع السجود من طرف أثوابهم، وأحيانا شدهم لعدم الوقوف طويلا حالة التزامهم بالكعبة المشرفة. ولعل ما هو أسوأ وأنكى فظاعة، الأسلوب غير المؤدب ولا المقبول والذي تعامل به المرشدات الطائفات من النساء أو في مصلاهن. وما يحدث للرجال في المسجد الحرام من تعامل بغلظة من المرشدين، فإن أسوأ منه ما يلقاه الزائرون من إساءة عند المواجهة الشريفة بالمسجد النبوي، أو بالروضة، بل وحتى بعد صلاة الفجر عندما يطرد المرشدون ومن معهم من الجند المصلين بالجانب الشرقي من الحجرة الشريفة أو خلفها والقسم المخصص للنساء بالروضة الشريفة لكي ينصب العمال الحواجز بين الرجال والنساء دون اعطاء فرصة للمصلين بتلك المواقع من الجلوس بعض الساعة ليذكروا الله ويسبحوه ويحمدوه جل جلاله. ومما يذكر أنه إلى سنوات قريبة كان مسموحا بالجلوس في تلك المواقع حتى أداء صلاة ركعتي ما بعد الإشراق، فقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة» .. فما الذي جرى لكي يحرم الناس من هذا الأجر؟ وإذا كان هذه ما يتم في المواقع التي تصدمنا فيها غلاظة المرشدين والمرشدات بالمسجد الحرام، فإن الكاتبة بدرية البشر قد أوضحت ما تواجهه النسوة من المرشدات بالمسجد الحرام من غلاظات وسوء أدب، فيما كتبته ب«الحياة» يوم الاثنين 18/7/1432ه، ثم كشفت عن الوضع في المدينة بقولها: «المراقبات في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة أيضا كن ينهرن المصليات، إحداهن زعقت في وجه سيدة كبيرة في السن لم تتوقف عند التفتيش لا تحمل حقيبة»، ثم ذكرت بعد ذلك كم تعاني النسوة في الدخول للمسجد النبوي، وكل أملي أن يقرأه الشيخ صالح الحصين ويأمر باستبدال المرشدين والمرشدات الجاهلات بالمثقفات، الذين يقولون للناس حسنا أو إدخال المرشدين والمرشدات في معهد تدريب وتأهيل للكيفية التي تتناسب والمواقع الشريفة التي يعملون بها .. فهل إلى ذلك من سبيل؟