يكثف النقاش حول القبول بالجامعات عن رؤى وأطروحات متباينة وهو أمر صحي ومطلوب فمن التباين والتناقض احيانا تولد الحلول الجديدة، وفي قلب هذا النقاش العام هو موضوع مجانية التعليم الجامعي وفي اطار هذا النقاش العام نجد ان الجامعات وضعت سياسات القبول في حدود ما نطلق عليه (الطاقة الاستيعابية). فالانفجار الطلابي لخريجي الثانوية نجد ان مكون مثلث الجامعة (الاستاذ - الطالب والمبنى) نجد ان قاعات المحاضرات الدراسية التي تستوعب افواج الخريجين المتزايدة حيث لم تأخذ حظها من الاستراتيجيات الجامعية واصبح يمثل قلب مشكلة القبول، ولمعالجة هذه المشكلة وضعت سياسة الانتساب المدفوع لمدة شهر. وردا على هذه الخطة الجامعية وفي خطوة تستحق الاشارة هنا بشأن قرار مجلس التعليم الجامعي العالي برئاسة الملك عبدالله بزيادة اعداد المقبولين والمقبولات في (1427 - 1428ه) تأكيدا لمجانية التعليم لكل طالب وطالبة فالرابح الوحيد من هذا القرار سيكون المجتمع بابنائه وبناته في حق التعليم الجامعي المجاني وسيسجلون كلمتهم للتاريخ بأن بلدهم لا تزال على عراقته وحيويته وكفاءته في الاهتمام بمجانية التعليم. ومن ثم لست مبالغاً اذا اعتبرت ان توجيه مجلس التعليم العالي بما يحمل من ثقل مستمر من القيادة الرشيدة للملك عبدالله يحفظه الله يعد محفزا للطلاب السعوديين على بذل المزيد من الجدية في الدراسة الجامعية. لذلك اقول ونحن امام المشكلة السنوية المستمرة بشأن قبول خريجي الثانوية المتزايدة اعدادهم من سنة لاخرى ومحاولة جامعاتنا الوطنية لتكون جامعات خاصة عن طريق نماذج معينة مثل (انتساب مدفوع) متجاهلة او انها لا تعرف انها جامعة ترصد لها ميزانية عالية كل عام لحماية مجانية التعليم وتقديمه مجانا لكل طالب وطالبة، بل ان مجلس التعليم العالي الاعلى - كما رأينا في قراره السابق - بأن مجانية التعليم (خط احمر) لا يجب تعديه بأي حال من الاحوال مهما تعددت الاسباب وذلك باستخدام الطاقة الاستيعابية على سبيل المثال. لذلك اقول بكل موضوعية بأن مشكلة (المبنى) أصبح يمثل مشكلة القبول الجامعي مما جعلها تتمسك بعدم القبول للاعداد المتزايدة قائلة ضيق المكان وبلغة اخرى تستخدم مصطلح (الطاقة الاستيعابية) لذلك اقول (وداعاً للطاقة الاستيعابية) مرحباً واهلا بجامعة في منزل كل طالب. إن فكرة انشاء جامعة في بيت كل طالب هي فكرة ستواجه الانفجار الطلابي كل عام من خريجي الثانوية والذين يتطلعون الى مواصلة دراستهم الجامعية. فهذه الجامعة هي جامعة بلا حدود. وهي احدى الوسائل المهمة لثورة الاتصالات والتكنولوجيا في نقل المعرفة واستخداماتها،وإتاحة بيئة جديدة للتعليم الجامعي، تحدياً للجامعة المدن الجامعية التقليدية. حقيقة ان التعليم الجامعي يعيش في عالم جديد استنفد جميع المعايير والحجج التي تقف عائقاً امام الطلاب الراغبين في مواصلة التعليم الجامعي واعلن الاتصال والتواصل والاتصال بين طلاب المعرفة بلا عوائق المكان او اسوار المدن الجامعية مما ادى الى المواجهة بين الجامعة التقليدية والجامعة الالكترونية والتي فرضت نفسها فاصبحت افضل واجهة لشبكة الانترنت وفتح ابوابها لملايين الطلاب من مختلف انحاء العالم للتعليم الجامعي لدرجة ان جامعة (هارفارد) الامريكية اضطرت لتقديم بعض مناهج كلياتها على الشبكة حتى لا تختلف عن المدن الراهنة المتلاحقة. ففكرة جامعة في منزل كل طالب اطرحها على الجامعات السعودية وهي تواجه الانفجار الطلابي كل عام من خريجي الثانوية العامة. فهي احدى الوسائل المهمة لثورة الاتصالات والتكنولوجيا في نقل المعرفة واستخداماتها لتطويعها وتوظيفها في سياسات القبول بها، واتاحة بيئة جامعية جديدة للانتقال لعالم التكنولوجيا والمعلومات بين الجامعات والطلاب التي تسهل العلاقة الجامعية لكي توصل وتحقق الجامعات رسالة واهداف في بيتنا جامعة تؤمن مجانية التعليم. ونبرز اهمية جامعة في بيتنا الترحيب الشديد للجامعة في دارنا للاسباب التالية: أولا: التعليم عن بُعد احد مسارات تطور التعليم الجامعي، لانه يرتبط ارتباطاَ عضوياً بموضوع تكنولوجيا التعليم لان وسائله التعليمية تعتمد على كل ما يوصل اليه العلم في مجال نوصل العلم الى كل من يرغب اينما كان، وفي اي وقت من الاوقات، وهو ما يفتقده النظام الجامعي التقليدي الذي يعتمد على الكتاب المقرر والامتحان النهائي بالاضافة الى امتحانات وورقة شهرية تحاول تجميل النظام التقليدي. ثانيا: فتغني جامعة في بيتنا على احلال الاتصال المباشر لعملية الاتصال غير المباشر عكس النظام التقليدي الجامعي الذي يحول العملية التعليمية الجامعية الى عملية شكلية حيث سيقوم الاتصال المباشر او غير المباشر بين الاستاذ والطالب. ثالثا: تحقق جامعة في دارنا فكرة الحوار والمناقشة وتداول الافكار حيث تسمح للطالب اختيار المناهج التي يريد دراستها في الوقت المناسب وفي مكان وجوده يوميا بالقدر الذي يناسب طاقاته التعليمية حيث لا يوجد جدول زمني للحصول على الدرجة العلمية وهو ما لا يوجد في النظام الجامعي التقليدي. رابعا: تقضي جامعة في بيتنا على التكدس الذي نشاهده في النظام الجامعي التقليدي. خلاصة القول بأن تبني فكرة جامعة في بيتنا سينقل الجامعة الى كل بيت وسينقل نشاطها خارج اسوارها مما يجعلنا نقول كما بدأنا :(وداعاً للطاقة الاستيعابية) اهلا بجامعة في بيتنا مع الالتزام الكامل بمجانية التعليم لابنائنا وبناتنا.