يأتي رمضان في كل عام في موعده المحدد ومعه تأتي الذكريات عنه مليئة بكثير من الصور والكثير من جمالياته وروحانيته.. كانت ليالي رمضان قبل خمسين عاماً غيرها الآن. انظر الى ما كان يقدمه التلفزيون السعودي بقناته الاولى والوحيدة من برامج رمضانية لها من البساطة والحيوية ما يجعلها أكثر قبولاً لدى المشاهد من كثير مما تقدمه هذه القنوات المبهرة بألوانها المزغللة للنظر.. وبرامجها العديدة. ياه.. على ايام زمان عندما كان واحداً كفضيلة الشيخ علي الطنطاوي وهو يجمع الاسرة على مائدته التلفزيونية مغرب كل رمضان أو قصص وحكايات الاستاذ محمد حسين زيدان التاريخية عن ابطال المسلمين. أما فوازير رمضان للاطفال فكان تلفزيون المدينةالمنورة المحلق فيها.. وهذه فوازير حسن دردير – مشقاص – التي لا تنسى بعفويته وقربه من المشاهد.. بل حتى الاستاذ حسن الكراني وهو يقدم حالة الطقس كان لها حالها الخاص بها.. او تلك الاسكتشات الخفيفة التي كانت تنم عن اشكال مختلفة من حيوية الرغبة في الاعداد والتقديم على قلة كل الامكانيات او حتى عدم توفرها. أين ايام التلفزيون أيام زمن من ايامه هذه الايام.. وهذا ينطبق على كل او معظم تلفزيوناتنا العربية انظر الى برامج التلفزيون المصري الآن وكيف كان قبل خمسين عاماً عندما كان قناة واحدة. إنها حالة من التساؤلات المريرة.