لفت انتباهي بصحيفة الرياض مقالا للأستاذ محمد راشد الفوزان تحت عنوان لماذا الشباب يرفضون العمل؟! وبداية اشكر سعادته على تناول هذه القضية التي تشكل هاجسا وطنيا منذ أكثر من نصف قرن ولا أدل على ذلك مما نشر بتاريخ 14/ 6/ 1381ه بصحيفة ( البلاد ) حيث صرح مصدر مسؤول بأن 75% من وظائف المؤسسات والبنوك والشركات والمحلات التجارية ستشغل بأيدٍ وطنية وأن وزارة الداخلية كتبت بناء على كتاب من سمو أمير مكة إلى جهة الاختصاص لتقوم بالترتيبات اللازمة لتشغيل السعوديين وتوفير الأعمال التي تتناسب وكفاءاتهم . أعلاه أجد فيه سندا قويا يؤكد ما توجهت إليه وتبنيته منذ أكثر من عقدين من الزمن ، وهذه المقدمة دليل على ان السعودة لاتزال تواجه عقبات . فالبطالة هي اخطر مانعاني منه اليوم رغم وجود أكثر من سبعة ملايين وافد ، لذلك لا تلومونني إذا كتبت أكثر من (90) مقالا عن البطالة والسعودة طيلة تلك الحقبة لذلك فالعنوان ليس جديدا على قارئي العزيز واليوم أرى العودة مجددا للحديث عن البطالة والسعودة وبنفس اللغة والأمل والتطلعات في عهد جديد وكنت اتمنى ان يوجه الفوزان مقاله إلى الجهات ذات العلاقة ويضع ما يرى من حلول بدلا من أخذ المعطيات من افواه رجال الاعمال خصوصا في مجال النقل الذي آخر اهتماماته السعودة . وأرى في نفس الوقت أن معالي المهندس : عادل فقيه وزير العمل هذه الأيام في حالة لايحسد عليها فرغم تراكم الخبرات والتمرس والمعرفة إلا أن وقع بما تحمله من مسؤليات تجاه هذا المرفق بين المطرقة والسندان بين متناقضين لايجمع بينهما وسط (العوز والثراء ). إننا قوم عاطفيون والمهندس فقيه تمرس خير من يترجم العقلانية في أوج مراميها ويجيد حبال الوصل والفصل ، فهل يطبق ما يتطلبه الواقع من منظور وطني سامٍ أو من منظور عاطفي خاص أو أن عليه أن يكون خلطة مناسبة يسد بها ماتراءى من ثغرات هي إلى الترميم أقرب من البناء الجيد للأسف حتى أصحاب المليارات الطائرة والذي قد لايقيم في الوطن شهرا في العام يدعي أنه لايملك إلا الكفاف حينما يسمع أن هنالك سعودة ، وكأن توظيف السعودي يعني قطع الأرزاق لذلك يستجر في كل موقف إسطوانة ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ) .وفي المقابل نرى العاطل يقول أمنوا مصدر رزقي فأنا أولى برغيف بلدي وهو يرى أن هنالك ( مايربو على سبعة ملايين ) وافد يقتحم كافة الخطوط الحمراء ليقتسم معه هذا الرغيف الذي هو أحوج له فوق أنه الأولى. إن ما استدل به الفوزان من ان اصحاب شركات النقل يدفعون رواتب مابين 6000 و7000 ريال ليس في حقيقته شيء من المصداقية . فشركات النقل ما تعطيه قولا تأخذه فعلا . فالتعقيدات التي تعترض طريق نجاح السعودي في العمل بقطاع النقل أكثر من ان تحصى وهي بفعل متعمد من قبل بعض اصحاب شركات النقل . الهدف منها الحصول على شهادة السعودة للإستقدام ثم طي قيد الموظف لذلك وقع اخي الفوزان في فخ خدعة الرواتب الوهمية، ولاشك المواطن هنا هو رجل الأعمال وهم الشباب الباحثون عن العمل السعودة لن ترى وجودا حقيقيا من خلال فرمانات تصدر مالم يواكبها تطبيق ومتابعة وجدية تستشرف مستقبل هذه البلاد العامرة بكل موارد الخير والعطاء والفرمانات صدرت من عام 1381ه و لن تكون جهود وزارة العمل إيجابية إذا لم تكن مدعومة بجهود وزارة التعليم العالي والتعليم الفني ووزارة التجارة والغرف التجارية ووزارة التخطيط وأنظمة ولوائح وزارة الداخلية ستبقى وزارة العمل كما كانت إذا لم تظفر بدعم وجهود المرافق . وبالله التوفيق جدة ص ب 8894 فاكس 6917993