من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا نعمة العقل والتي تأتي بعد نعمة الإيمان وبالرغم من عظمة هذه النعمة إلا أن الإنسان لا يستخدمه على الوجه الصحيح والمطلوب في التفكر والتفكير رغم أن الله أمرنا بالتفكر وهو عبادة عظيمة من أعظم العبادات فالتفكير يصنع المعجزات ويفك ويفسر كثير من الصعوبات والطلاسم والغيبيات قال الله تعالى (أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت .. الآية) ولقد دلت البحوث العلمية على أن العقل البشري لم يستخدم كل طاقته و إن عقولنا تفكر بناء على ما لدينا من معلومات، فإن كانت جيدة وموثوقة كانت الأحكام والتصورات صحيحة أو أقرب إلى الصحة، والعكس صحيح.فالبيئية والنشأة والتعليم والتعلم والأنشطة الممارسة والذكاء والحالة النفسية والصحية والصحبة والأسرة والحي والمدينة والحالة المادية لها تأثير مباشر أو سلبي على طريقة تفكيرنا وقدرته لذا يجب علينا ملء عقولنا بما هو مفيد ليساعدنا على فن التفكير فالإبداع في التفكير والعمل ضرورة ملحة لمواجهة التيارات المتلاطمة والأمواج العاتية من الثقافات المغايرة وذلك من خلال توسيع دائرة القراءة والإطلاع وتطوير المهارات لكي نستطيع أن نبدع ونخترع ونكتشف عيوبنا وننهض بأمتنا فالإبداع ليس ضرباً من الحظ، بل هو اعتقاد بأن الله خلقنا وهيأ لنا وسائل الإنتاج وأودع فينا إمكانات الإبداع لنفكر ونخطط ونعمل، وسنبقى متأثرين غير مؤثرين إذا اكتفينا بالاستماع والمشاهدة لما يحدث حولنا، دون المسابقة والمشاركة على أرض الواقع. وليس معنى القوة الإبداعية أن لا يستفيد المبدع من تجارب الآخرين وجهودهم المثمرة، بل عليه أن يستفيد منها ويبني عليها نجاحات جديدة. فنبدأ من حيث انتهى الآخرون فنستفيد كيف فكر نيوتن واكتشف الجاذبية وكيف فكر توماس أديسون واخترع الكهرباء وكيف فكر العلماء وسخر الله لنا على أيديهم وبعقولهم كل هذه الاختراعات التي سهلت الكثير والكثير على الإنسان فالحمد لله على نعمة التفكير ويجب أن نعلم أنفسنا وأولادنا فن التفكير والاختراع لنبدأ مرحلة التطور الحقيقي نحو الاستكشاف والاختراع كما فكر المسلمون الأوائل واخترعوا الساعة وفكروا في الطيران ولم تكتمل الفكرة وفكروا في كثير من الاختراعات التي استفاد منها الغير ووصلوا إلى القمة ونحن تراجعنا لأننا تركنا فن التفكير الذي أمرنا الله به ففن التفكير رحلة الوصول إلى التقنية والقمة.