حسن مصطفى صيرفي عندما يعيش الانسان لحظة "الارق" ويسرق من عينيه الكرى ويذوب بحثاً عن لمحة "وسن" ليرتاح من تعب "الصحو" عندها يعيش عذاب بعد الجفن عن الجفن.. ويظل يلاحق نجوم الليل دون الوصول الى ما يريد.. لكن الشاعر عندما تمر به هذه الحالة المضنية كيف يصورها وكيف يدخل في ثنايا الشكوى والعتاب لهذا - الكرى - الذي حرم منه.. فراح يشكو الليل على ما لحقه منه من عذاب وتعذيب.. في هذه الصورة المفرطة في الترف والوصف العميق لما عاشه وعاش فيه مع الليل. يا ليل هل بيَّتَّ أمرا؟ أين الصباح مضى وفرَّا؟ يا ليل من أغراك بي حتى كأنك نلت أجرا؟ أتلَفْتني.. رفقاً أأنت نذرت بي للبؤس نذرا؟ أين المفر وقد أحطت عليَّ من لأواك بحرا؟ نزَّ الأسى من قلبيَ المكبول في الأصفاد أسرا وتسرّبَتْ نفسي مع الدمع الذي قد سال نهرا وتهاطلت نقم الحياة تخصُّني صوبا وقطرا والنوم.. إن شبراً دنوت له يفرّ النوم مترا ياليل عسفك لا يطاق وإنني بالعطف أَحْرى أرعى نجومك سارحا أقتات طعم الموت صبرا ماذا جنيت كذا (تمرمر) (عيشتي) يا ليل صبرا خدّي على كفي وحِينًا باليدين أدقّ صدرا وعلى الجبين أبَتْ أصابع راحتي أن تستقرا تغدو وترجع وارتعاش أناملي يزداد ذعرا وتعود (تنقره) لتوقظ إن غفت في الرأس ذكرى فإذا عييت وخِلت إعيائي يقود النوم قسرا ألقي بجسمي في السرير ورغم ذاك أهبّ قهرا لأطوف في بيتي وأهجر غرفتي لأحل أخرى فأعد (مرتبتي وأطفئ لمبتي) وأكن نزرا وألف نفسي بالدثار متمتما سوراً وذكرا متقلبا ذات اليمين مواليا شفعاً ووترا وفراشيَ المقرور يلذعني فألقى منه نكرا ويلوح لي وجه الحبيب يبعثر البسمات سخرا فأهب من عبثي وأوقد (لمبتي) وأظل أقرا