" كل دربٍ وعر شعر !! " والمتأمل لهذه المقولة التي أتت ضمن سياق نصي لفهد عافت ، يدرك إن عافت أراد أن يوصل رسالة غير مباشرة يحملها اثير الشعر لثقته بمدى قوة تأثير الشعر في النفس ، ليبين إن ليس كل مايكتب حتماً شعر وان لذة الشعر وصدق رسالته تكمن في صعوبته التي وصفها "بالوعورة" هنا ! وحتماً يظل الشعر لغة العقل والعاطفة إن اجتمعا أو احداهما إن افترقاء. والشاعر عندما يقدم على اقتراف الكتابة بمحض ارادته وبتحريض ذاتي ودافع شعوري يكمن في اشعال وايقاد الحماس داخله ليخرج مايعيشه على ارض الواقع فإنه بالتالي سينتج عمل انساني مميز لايمكن تجاوزه ! عكس من قد يفتعل الشعور ليكتب قصيدة بأي شكل وبالتالي فشله في وصول قصيدته للذائقة وكسب اريحية المتلقي الواعي والباحث عن شعر حقيقي ! ومثل هذه الاشكالية هي من باتت تؤرق مضجع الشعر وتجرده من طبيعته وصفته التي عرف بها . ومع يقيني إن الشعر العامي قد لايخضع بشكل حقيقي من نافذة ادبية صرفة لمعايير ومقاييس النقد الادبي لتمرد مفرداته على ادوات النقد بكافة اشكاله لا من الناحية اللغوية أو النحوية أو حتى المجازية ، كون الشعر العامي وليومنا هذا لايزل يحمل بين دفتيه مفردات استعصت على معاجم اللغة وارباب الادب مما يعيق أتمام العملية النقدية في هيئتها الادبية الخالصة ، إلا إننا ومع كل هذا ملزمين بمحاولة التمرد على هذه المعوقات طمعاً في الوصول لسبر بعض الاعمال الشعرية العامية وتناولها من زوايا انطباعية تمثل ذائقة متلقي هذا النتاج وما افرزته امامه تلك الذائقة من تداعيات وتباينات حملتها تلك الاعمال التي تناولها ! وأنا هنا لست بصدد التعاطي مع هذا النص من زاوية نقدية صرفة قد تختزل العملية النقدية في هيئتها الادبية الخالصة ، وإنما بصدد التعاطي من جانب انطباعي قد يحمل الكثير من الرؤى والاجتهادات ! فإن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان ؟! - لايساورني شك مثلما انتم إن ( الشعر العامي العمودي ) من اهم مقوماته الوزن والقافيه فإن غاب احدهما أو كلاهما فمن البديهي إن تسقط عنه صفة الشعر ! نص ( عصاتك للعمى عيونك ) ؟! نص للشاعرة خلدية خليفة احتوى على فكرة جميلة تحمل من الغموض ماقد يقلل من زرع الدهشة لدى المتلقي ! إذا ماسلمنا إن الشعر الغموضي يفقد جمهوره حتى ولو اكتفى بالنخبوية مثل مايردد شعرائه ! توطئه للدخول إلى فضاءات النص : عصاتك للعمى عيونك أو ايدك أو الرجال عصاتك في الظلام اغلى من اللي يقول ياغالي -مدخل وعظي اكثر من كونه مجازي استخدم فيه ادوات محرضه للتمعن والعبرة لكسب انتباه المتلقي وتحريضه على متابعة كامل السلسلة النصية للنهاية ؟!! **** عصاتك ضحكتةٍ صفرا أو عينٍ عليها اظلال أو بعض الغلا او بعض الطلا يالمنتقد حالي !! - التشبيه بين الضد والمضاد أداة مفتعلة لجعل النص مُتابعا ولكسب الربط بين المفردة وجعلها في تناسق مجازي مقبول ! ثعابين العصا فازت ؟ تفوز بمعظم الاحوال زخارف روس عصيانك مقر احزاني وفالي - استخدام مفردة الثعابين اتت لتمنح قوة تأثير اكبر وكأنها تجسد انتصار الشر في بعض الاحيان ! وان كان من مأخذ هنا فإنه يكمن في فهم مفردة ( عصيانك ) من قبل المتلقى وعدم تقدير الشاعر لهذه الاشكالية ! أو المأزق الذي اوقع نفسه فيه قبل القاريء !! لانه يستحيل فهم المفردة وهي ترمي لاكثر من معنى ؟! إذا ماسبقها مفردها في مثل الحالة سلفاً ؟ ك( العصا /وعصيانك ) !! مقر الشر ياطفل الهوى ثعبانك المحتال يصور مابقى لك في حنينه منزلاً عالي !! - هنا تأكيد على إن التشبيه كان حاضراً كتجسيد لحالة افتراضية بين منشئي النص ومتلقيه ! ليكون متواصل مع السلاسة دون ان يفقدها ؟! .. .... يتبع