علي معيض لم يكن قرار الغاء عقد المدرب الوطني سامي الجابر من تدريب نادي الهلال قرارا مفاجئا للوسط الرياضي على وجه العموم لكنه كان كذلك للوسط الهلالي وأعني هنا ( المدرج الأزرق ) الذي كان يصبح ويمسي على اشادات وتأكيدات من رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد بقدراته وأنه قدم عملا يستحق أن يفتخر به كل هلالي قبل أن يفتخر به الجابر نفسه ورهانه على قدرته الذهاب مع الهلال بعيدا وربما أبعد من الوصول لنهائي القارة بل الفوز واعتلاء عرش القارة والذهاب إلى البطولة العالمية التي باتت عبارة (العالمية صعبة قوية) وقعها عند بعض الهلاليين ربما أشد من خسارة بطولة لكن كل تلك الاشادات والرهانات ذهبت ادراج الرياح بمجرد دخوله لقاعة الاجتماع الشرفي ففي الوقت الذي كان سامي الجابر يصرح لأحد القنوات الفضائية أنه مدرب محترف وأنه باق في تدريب الهلال ولا صحة لما تردد عن أن مباراة فريقه أمام بونيوديكور بالدور ثمن النهائي هي المباراة الأخيرة له كان قرار استقالته,كان أسمه يتقاذفه الشرفيون المجتمعون بين مؤيد ومعارض لبقائه أو رحيله وسط بقاء الرئيس صامتا في ظل كثرة المنتقدين لعمله والمعارضين لاستمراره ليلاحظ المجتمعون صمت الرئيس وتقديرا لوضعه الاعتباري اتخذوا قرارا في ظاهره أنهم لايتدخلون في عمله وأنه هو المخول باستمراره من عدمه لكنه في محتواه رسالة مفادها أننا نرى الغاء العقد وأنت حر ليفهم الرئيس بحسه الشاعري الرسالة حتى دون فتحها وقراءة محتواها. كيف لايفهم رسالة يوجهها كبير الهلاليين الأمير بندر بن محمد رئيس هيئة أعضاء الشرف والذي لم يغير رأيه في قرار تولي الجابر المهمة منذ أول يوم عرض الأمير في الاجتماع الشرفي الذي عقد في جدة حيث كان رأيه أنه لايشك في قدرات الجابر التدريبية لكنه يرى أن الوقت ليس وقته ولابد أن يتدرج حتى يكتسب الخبرة ومن ثم توكل له المهمة ومن داعم الادارة الحالية الأول الأمير أحمد بن سلطان وكثير من الشرفيين البارزين كنواف بن محمد وبالفعل بدأ الرئيس في لملمة الأمور والتفكير في ايجاد طريقة يفك فيها الارتباط مع الجابر دون أن يمس كرامة الجابر وكذلك يدافع عن ما قاله سابقا أن الجابر قادر على فعل الكثير مع الهلال وأن آسيا اقتربت أكثر من أي وقت مضى وبالفعل بدأ يعزف على وتر أننا لن نجامل على حساب مصلحة الهلال لجس نبض المدرج الهلالي الذي يقف جله مع الجابر ويدعمه جيش من الاعلاميين الذي يهمهم نجاح الجابر أكثر من الهلال,المهم أن يتفوق على ماجد عبدالله خارج الملعب بعد أن فشل داخله ليبدأ الرئيس الهلالي البحث عن مدرب بديل ولابد أن يكون اسما كبيرا على الأقل يقلل من حدة الغضب لدى المدرج والإعلاميين.وبالفعل توصلت الإدارة لاتفاق مع المدرب الروماني لورينت ريجيبكامف الذي يحظى (بسيرة) جيدة رغم أن عمره لم يتجاوز الأربعين ربيعاً ليبدأ الرئيس في البحث عن طريقة يعلن فيها قرار الغاء عقد الجابر وبالفعل اتفق مع الجابر على الإلغاء وأنه كان بالاجماع وأن الأمر لوكان يخصه بمفرده لابقاه لثقته في قدراته وعمله ليرد الجابر الجميل للأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي وضع ثقته فيه لتدريب الهلال رغم معارضة الكثير من الشرفيين ليعلق على القرار بعدد من التغريدات عبر حسابه في تويتر بأن مصلحة الهلال هي الأهم وأنه يثق بقدراته ويثق ايضا بنجاحه ويطالب الجماهير بدعم الإدارة ويحث اللاعبين على بذل الجهد للفوز بالبطولة الآسيوية ليتنفس الرئيس الصعداء ويبدأ في الخطوة الثانية وهي محاولة ارضاء المدرج الأزرق من خلال الدخول في صفقات محلية وأجنبية لامتصاص ما بقي من الغضب ليدخل الرئيس في مفاوضات مع المهاجم البرازيلي باولينهو وهكذا اسماء لكن إلى الآن لم يتوصل إلى شيء لكن الأمور عدة على خير وامتثل المدرج للقرار لاسيما بعد تغريدات الجابر التي لن ينساها له عبدالرحمن بن مساعد في القرار ربما الأصعب في حياته رئيسا للهلال. لكن على الجانب الآخر وكما لقرار الغاء عقد الجابر معارضون له ايضا مؤيدون لاسيما من تضرروا من توليه مهمة الادارة الفنية للهلال ولعل مدير المركز الإعلامي عبدالكريم الجاسر أكثر الفرحين برحيله كيف لا يكون كذلك وهو الذي حرمه من مهمته التي حضر لأجلها في الهلال وهي التنظير اليومي في كل قناة وكل صحيفة وليته اكتفى بالتنظير لكنه تجاوز للتجريح والذي لم تسلم منه حتى جماهير ناديه بالإضافة لجماهير الاتحاد والأهلي حيث طلب من رئيس النادي أن يكون هو الوحيد من يتحدث عن كرة القدم على أن يتولى رئيس النادي الحديث عن بقية الأمور الخاصة بالنادي ليضرب الجاسر في مقتل ليشارك الجاسر الفرح نواف العابد والذي لم يكن على ود مع الجابر فكل واحد منهما لم يكن مقتنعاً بالآخر وظهر ذلك بوضوح من خلال ابعاد الجابر له لأكثر من مرة ليس عن التشكيل الأساسي بل حتى عن قائمة البدلاء كذلك الكثير من لاعبي الهلال وتحديدا من يظهرون في الاعلام المقروء والمسموع والمرئي والذي كثيرا ما وجهوا له انتقادات على أسلوب اللعب بل وصل الحال ببعضهم لوصف الهلال أنه بلا تكتيك وأنه يعتمد على مجهودات اللاعبين ولمح البعض إلى أن الهلال أكبر من الجابر ولكن كان تلميحا على الأقل احتراما للزمالة. أما المحايدون وهم غير الهلاليين فانقسموا أيضا إلى قسمين قسم حاقد على الجابر ويقيمه من خلال هذا الجانب فيرى أن القرار صائب وأن الادارة عدلت من خطئها وقسم واقعي يحكم لغة الأرقام فيرى أنه قياسا بموسمه الأول كمدرب ومن خلال نتائجه يعتبر موسما ناجحا بعيدا عن قدراته الفنية حيث أنهى موسمه بوصافة الدوري ووصافة كأس ولي العهد والتأهل للدور ربع النهائي آسيويا والخروج من الدور ربع النهائي لكأس خادم الحرمين وعلى يد بطل المسابقة الشباب. وآخر الآراء كانت ترى أن الجابر تعامل مع المهمة بالكثير من الغرور ولبس ثوبا تدريبيا لايناسبه ولعل أولها رفضة لعبارة مدرب وطني وطلب من الجميع مناداته بمدرب سعودي أسوة بالمدربين الآخرين البرازيلي والهولندي والروماني والتونسي وغيرها وثانيها تقليده للمدربين الأوربيين حتى في زيه أثناء المباريات بمعنى أنه تفرغ لخارج الملعب أكثر من داخله ولكن بعد هذا القرار الذي لن ينساه الجابر طوال حياته لاسيما أنه جاء من ذوي القربي هل سينجح المدرب القادم وهل سيقدم للفريق أكثر مما قدمه الجابر ويقود الفريق للبطولة التي باتت حلما للهلاليين دوري أبطال آسيا أم سيكون صورة كربونية لمن سبوقوه؟ وماذا لو فشل من سيكون الضحية هل ستلحقه بالجابر أم ستلحق هي به وتقدم استقالتها وتعترف أنها غلبت العاطفة مرتين مرة عندما احرقته مستغلة حماسه ووضعته في مهمة لم يكن جاهزا لها والمرة الثانية عندما ابعدته بعد نتائج بالأرقام تقول أنها لا تختلف كثيرا عن العديد من المدربين الذين سبقوه بل أن تفوق على بعضهم على الأقل من حيث الأرقام سواء النقاط أو الأهداف وحتى في الترتيب في المسابقات التي شارك بها؟!.