مهند الليث هناك على طريق البحر اسأل أمنياتي متى تتحققين ؟! أجابتني بغمزة تقريباً بعد حين ! ومرت الأيام تتبعها السنين ما زالت أمنياتي ترمقني بطرف عين ============= تسيلين كالماء عذبا زلال ، تنامين كالنهر بين التلال ، تمرين في ليلنا الحالم ، كغصن تثنى يميد دلالا ، فأنت البهاء الذي نرتجي ، وأنت الحياة تروح تجي ، وأنت القصيدة إذ ترفلين ، بثوب قشيب كوشي القمر ، وإذ تغربين تطير النوارس في معطفك ، على شاطئ البحر والمنحدر . ============= هاهو آخر مراكب الحنين اشتملته الريح ويممت به نحو المغيب ، وظلت هي وحدها تراقبه بدمعة وحيرتين . ============== أنت يا صناديق ذاكرتي المسافرة في منفاك القديم ، نعم أعنيك أنت ، يا من تحتلين كل كنوز القرية الخضراء ، ذات المسارب الضيقة البناء والمتسعة لكل ضحكات ، وخطوات أهل قريتي ، ذات الجدران الحجرية الصامتة إلا من فتحات متثائبة على وجوهها المتهدمة منذ زمن خجول ، يا لحياة القرية البسيطة المنسلة كخيط حريري من ثوب قروي نسوي ، حيث السماء الضحوك بالمطر ، والأشجار الثملة بغناء العصافير كل صباح ، وبرنامج الأرض الطيبة المنبعث صوت موسيقاه من راديو خالي الضخم ذو الموجات الصوتية اللامعة والقابع كلقمة القاضي في فم جداري مربع الشكل غائرا جوف جدار بهو بيته الكبير المعد لجلوس وجهاء القرية ، وأنت يا صناديقي تغطين في عذب سبات تلك القرية المرتعشة بالجمال لا تزالين ، ولن أكسر أقفالك مثلما كنت أكسر سحارية جدتي لأسرق منها مكعبات السكر أبو لمعة ، أو شنطة أمي الحديدية ذات الألوان الطيفية السبعة ، المزدانة برسوم مروج وإزهار وبيوت قرميدية ، تلك الشنطة التي فتحتها من زاويتها الحادة بشدة فافترت باسمة كابتسامة جانبية لنصف فم مشوه ، نعم هكذا سحبت غطاء شنطة أمي لأسرق مكعبات السكر البراقة ماركة النجمة ، أعرف وشيت ببعض ما فيك يا صناديق ذاكرتي ، لأني كنت بحاجة لكوب شاهي ، و مكعبي سكر على هيئة قلبين. بدور سعيد