النفاق أنواع وأشكال فهو يأتي في صور شتى منها أن يكون هذا المنافق مباشراً في نفاقه بأن يسمعك من عذب الكلام أشهاه، ومن عبارات المديح ما لم يقال في أحد من قبلك.. وهناك منافق أكثر حرفية في نفاقه كأن يقوم بتقديم عمل لك في غير حق، ويقول لك هذا شيء "عادي"، ولا ضرر منه، ويقنعك بما فعل. فاذا كنت من الذين يدور رأسهم بهذا التبرير تصمت وتقبل منه.. على أن هناك "نفاقاً" غاية في الدقة والبراعة، وهو أن يقوم هذا المنافق بعمل غير مباشر لك، وهو في حقيقته يصب في خصوصيتك، وبالتالي عندما تسأله لماذا فعلت ذلك يكون رده: "ماهو يافندي ما فيهاش حاجة.. والكل يفعل كدا.. وتقول له أنا ما دخلي في الآخرين.. لا تجد عنده إلا ابتسامة باهتة يحاول امتصاص غضبك بها". إن التعامل مع الآخر لابد أن يكون تعاملاً واضحاً لا لبس فيه أبداً، وهذا يدل على الاستقامة في نهجك الذي رسمته لذاتك لا تحيد عنه. أتوقف كثيراً أمام بعض التصرفات التي يمارسها البعض في هدوء، ويتخذ منها مسلكاً في حياته لا يجد في ممارسته ما هو معيب، كأن يمتدح نفسه وهو غارق حتى اذنيه في الاعجاب بما قدم، وهو ما ينطبق عليه ذلك القول: عم شاكر يسلم عليكم فشاكر نفسه هو الإنسان الذي يمثل الانانية، وهو المجال الخصب لتلقي النفاق من كل واحد عنده جدارة القيام بهذا الدور.. ويالطيف.