أمس وقبله وبعده لا يمكن اختصار مسيرة الإنجاز في 9 سنوات مضت لتولي عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة بقدر ما تفرض مراحل حياته منجزات كبرى في محطات لم تتوقف عند طموح محدد على مدى تاريخ نشأته وتحمله الكثير من المسؤوليات لخدمة وطنه وثوابت أمته. وحين يكون الحديث عن الملك عبدالله تبرز أمامك تحديات صعبة في التناول وصياغة الطرح.. من أين تبدأ.. وكيف تنتهي.. وهل تتحدث عن عبدالله الإنجاز وطموحات التنمية. أم عبدالله الإنسان. أم عبدالله القائد الأمين. أم الشخصية العالمية وتأثيره في صناعة القرار الدولي على المستوى السياسي والاقتصادي.أم جهوده التي لا تتوقف لخدمة الإسلام والمسلمين ومقدساتهم.أم الزعيم الذي لا يقبل التقصير في خدمة شعبه من أي مسؤول (كائناً من كان). حتى لو كان ذلك المسؤول من أقرب الناس في أسرته. هكذا تتزاحم المحاور وتتشعب العبارات أمام مسافات ومحطات تواجه منابر الكلام عن رجل بهذا الحجم في مسيرة التاريخ.ومن ثم نجد أن هذا القائد المتميز قد جسد أربع حالات, الأولى هي شخصية الملك عبدالعزيز التي أعادها إلى المشهد بكل صورها ومنطلقاتها وقناعاتها. ثانياً: التعامل مع المرحلة بروح العصر واستغلال المعطيات الوطنية في التنمية المستدامة من خلال التخطيط والمتابعة في مختلف المجالات. ثالثاً: تأهيل شباب وشابات الوطن لاكتساب المعرفة من مختلف مصادرها العلمية لإيمانه بأن هذه القدرات الوطنية ستشكل رافداً مهماً لخدمة الوطن بعد بناء الإنسان أولاً. رابعاً: استطاع الملك عبدالله أن يمتلك قلوب شعبه وأن يجسد حب هذا الشعب لقيادته وأن يكرس مبادئ الوحدة الوطنية وتلاحمها مع القيادة في سلوكها وخطابها وكل طموحاتها. والاعتزاز بمسيرة تاريخها وذلك بكل الأبعاد الدينية والسياسية والاقتصادية. على أن ما حظيت به المقدسات الإسلامية في كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة حالة تعتبر من أولويات اهتمام خادم الحرمين الشريفين الذي شهد عهده أكبر توسعة وتطوير في التاريخ. وهو أمر كان ومازال من المسلمات في فكره وحرصه المستمر. قلت لكم: إن من يتحدث عن قيادة بهذا الحجم سيواجه الكثير من التحديات أمام محاور الكلمة, لسبب بسيط يمكن اختصاره في أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كتب للتاريخ أكثر من قصة للأرض والإنسان في مشهد المنجزات..وسيظل يكتبه التاريخ في حاضر الأمة ومستقبلها (قصة وطن).