كان الأسبوع المنصرم حافلاً بردود الأفعال على قرارات قائد هذه الأمة، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أخذ على عاتقه بناء وتحديث وطن ظل على مدى تاريخه المعاصر مصدرًا للخير، ومصنعاً للرجال، وسيظل كذلك بإذن الله. ومن ثم؛ فإن جملة القرارات لم تكن مفاجأة لمن يتابع الاستراتيجية التي يسير عليها الملك نحو التطوير والتحديث لمختلف مؤسسات الدولة. وكان من الطبيعي أن تكون استثمارًا للقدرات والخبرات البشرية التي تقوم بتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية، من خلال تبادل الأدوار بين أبناء وطن يستحق البذل والعطاء، ويتوق لخدمته الجميع. ومن هنا؛ فإنني لا أتفق مع الآراء التي يتداولها البعض تجاه التغيير، خاصة عندما يكون الخوض في اجتهادات تذهب إلى حد التقليل من جهود القدرات "السلف" في مستوى الأداء حين يتم تناول أسباب التغيير. وهذا الجانب في نظري لا أعتقد أنه يتفق مع ثقافة التحديث، واستيعاب أهمية تبادل الأدوار، بقدر ما يجب أن نشيد بما حققه أولئك الرجال، ممن انتهت مهمتهم، وأن نثمن جهودهم في الإنجاز لمرحلة قضوها في خدمة وطنهم ضمن خطوات مستمرة لا تتوقف لبناء الأرض والإنسان. وبالتالي؛ فإن القيادة الحكيمة، والرؤية الثاقبة لقائد هذه الأمة، تنطلق في مجملها وأبعادها من طموحات تهدف إلى تحقيق أعلى مستويات البناء الذي ينتج عنه انعكاس سريع وملموس لدى المواطن في مختلف مجالات الحياة. ومن ثم؛ فإن الحراك لكل هذه المسيرة لابد أن يأتي من خلال استغلال القدرات الوطنية التي يتم استقطاب كوادرها في مختلف التخصصات .. وإعطاء الفرص بين وقت وآخر لمن تحملت الدولة تأهيلهم، ووضعت فيهم الثقة لتحمل مسؤولية المشاركة في خدمة وطنهم. وهذا يعني أيضاً أن كل تغيير هو بمثابة تحدٍّ جديد لمواكبة مسيرة التنمية، وإضافات أكثر طموحًا للإنجازات.. كما أن التغيير يضع هذه الكفاءات البشرية من أبناء الوطن أمام مرحلة من التحديات، وأسئلة أكثر أهمية، محورها تحقيق طموحات القيادة، والهدف الذي على أساسه أُعطيت لهم هذه الثقة الملكية السامية، وفي ظل قيادة ملك لا يقبل أقل من النجاح. [email protected]