ان صنائع المعروف تعتبر من الخصال الحميدة التي ترفع قدر الانسان الذي يوصف بها، والمرء الذي يصنع المعروف مع الناس فهو يعتبر جواداً كريماً لا يبخل بماله او بجاهه او اي عمل يكون مستحباً وممدوحاً من اعمال الخير . الامر الذي يجعل فاعل المعروف محبوباً عند الله وعند عباده. هذا وانني احب ان اذكر بعض ما قيل عن صنائع المعروف التي هي كالآتي: 1 - لقد ورد في الآية 114 من سورة النساء قول الله تبارك وتعالى : (لاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ? وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ). 2 - جاء في الجمع الصغير في احاديث البشير النذير للامام جلال الدين السيوطي رحمه الله من حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه ورد فيه ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والمهلكات واهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة). 3 - ايضا من حديث عن أم سلمة رضي الله عنها قيل فيه (صنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة خفياً تطفيء غضب الرب وصلة الرحم زيادة في العمر وكل معروف صدقة واهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة هم أهل المعروف). هذا ومما قيل من الشعر عن صنائع المعروف: قول أبو الأسود الدؤلي في قوله : وعد من الرحمن وفضل ونعمة عليك إذا جاء للعرف طالب وإن أمراً لا يرتجي الخير عنده يكن هنياً ثقلاً على من يصاحب فلا تمنعن ذا حاجة جاء طالباً فأنك لا تدري متى أنت راغب رايت إلتواء هذا الزمان بأهله وبينهم فيه تكون النوائب وقول البحتري: بادر بعرفك إما كنت مقتدراً فليس كل وقت أنت مقتدر وقال الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا تصنع المعروف في ساقط فذاك صنع ساقط ضائع وضعه في حر كريم يكن عرفك مسكاً عرفه غير ضائع وقول زهير بن أبي سلمى ومن يجعل المعروف من دون عرضه يَفِرْه ومن لا يتقي الشتم يشتم وقول أبو العتاهية: إن للمعروف أهلاً وقليل فاعلوه أهنأ المعروف مالم تبذل فيه الوجوه وقول الحطيئة: ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس وقول الشاعر: ولم أر كالمعروف أما مذاقه فحلو وأما وجهه فجميل وهذا ما وددت ذكره عن بعض ما قيل بشأن صنائع المعروف والأمل أن تكون المحبة وصنائع المعرف وأفعال الخير متواجدة بين الناس وأن لا تضيع ولا تنقطع بينهم والله ولي التوفيق.