كلنا أو بعضنا نذكر ذلك المشهد الدامي .. الذي كان مؤلماً حتى العظم نرى هذه الصورة الفاضحة المغرقة في الوحشية وهي آخر ما وصل إليه حقد هذا العدو. كان المشهد الذي صورته احدى كاميرات التلفزيون الامريكي وتم عرضه على العالم أيامها كان غاية في "النازية" ومنتهى الفسق .. والعهر .. "شابان فلسطينيان" مكتوفي الأيدي ومجموعة من الجنود اليهود يهشمون أذرعتهما بين الصخور واستغرق ذلك حوالي اربعين دقيقة. وقالت وكالات الانباء حينها ان عرض هذه الجريمة في تلفزيونات العالم اثارت السخط على اليهود وانه في بريطانيا قام العديد من المشاهدين البريطانيين بالاتصال بالسفارة الاسرائيلية في لندن للتعبير عن فزعهم وادانتهم للجريمة التي شاهدوها والتي تحدثت عنها الصحف الانجليزية في اليوم التالي. هذا الاستنكار الذي حدث في لندن عشية عرض الفيلم الوثيقة على نازية اليهود التي فاقت نازية هتلر كان لها مثيل في كثير من دول العالم .. وكان رد الفعل كبيرا حتى حاول احد مسؤولي العدو الاسرائيلي ان يغطي على كل ذلك عندما اعلن مطالبا بضرورة التحقق في ذلك كما اذاعته احدى وكالات الانباء أيامها. لكن السؤال المر الذي لابد من طرحه هنا هو هل توقفت اسرائيل عن مثل هذه الجريمة؟ وما هو رد الفعل العربي والإسلامي لمواجهة هذا العهر الاسرائيلي؟ للأسف لا شيء الآن .. ويزداد الإنسان ألماً على ألمه رغم كل هذا الذي يواجهه الإنسان العربي المسلم في فلسطين لا يصغى الفلسطينيون إلى صوت بعضهم ويضعون نهاية لهذا التباعد بينهم.