المرأة السعودية حققت في السنوات الأخيرة تقدماً كبيراً في مسيرة عملها في بلادنا فهي الآن عضوة في مجلس الشورى ونائبة لوزير التربية والتعليم وحققت نجاحاً ملحوظاً في المجالات العلمية في داخل المملكة وخارجها.. والحوار اليوم مع إحدى النماذج الناجحة في بلادنا الأستاذة زيزي بدر إعلامية وسيدة أعمال ولها العديد من الاهتمامات الأدبية في القصة والشعر. نغوص في بحر تجاربهن ونتجول بحقول معرفتهن نقطف ثمار خبرتهن ونلقيها في سلة الحوار والنقاش معهن ضمن مجموعة من الحوارات واللقاءات الثقافية والتعريفية التي سنتناول فيها بشكل عام دور المرأة في المجتمعات التي تعيش فيها ومدى تقدمها ونيلها لحقوقها إضافة الى معرفة طبيعة عملها والنشاطات الشخصية التي تقوم بها على الصعيد الشخصي والاجتماعي . شخصية التقيت بها في فعاليات منتدى جدة الاقتصادي هذا العام 1435ه 2014م والتي ذكرت بأنها تتابع حضور المنتدى منذ أكثر من اثني عشر سنة من بدايته عام 2002م الى 2014ه . حاصلة على شهادة بكالوريوس في علم الاجتماع ، وشهادة التجميل السينمائي في لوس انجلوس وألقت عدة محاضرات في هذا المجال في السعوديه ودبي والقاهرة وبيروت، وشهادة لغة الحوار في دبي ،لها ثلاثة كتب (جوارح منسية ) و (دروب الجمال ) و(المسافر إلى عروس البحر) اقامت عدة ندوات شعرية في جدةودبي.. إنها الاستاذة زيزي بدر مساعد المدير العام لتطوير الأعمال أقرأ الاعلامية القابضة . والتي بدأت بالإجابة عن سؤالي عن تجاربها العملية والفكرية وكيف يطور الإنسان نفسه ؟ . البدايات دائما بالأفكار وتطويرها بالتجارب هكذا هي حياتي العملية ، فلكل تقدم وكل بناء (فكر ثري ومساحة متاحة) وهناك فكر بناء ثري وفكر فقير كما قال الأديب يوسف ادريس (عجبت في هذا الزمان من فقر الفكر وفكر الفقر) ومن خلال تجاربي في العمل كان عملي يتعلق بالرعاية على الشاشة ولكن حينما نظرت الى خطوط ايجابية ثرية طورت فيها مباني عمرانية، والتجارب ثراء للعقول ونجاحها ثراء مادي ومعنوي والمصداقية والشفافية مع النفس أكبر معين لي، اطلع على الأبحاث والدراسات أفتش عن كل معلومة تعييني لأكمل مشواري العملي. حضور قوي في منتدى جدة الاقتصادي أختتم قبل أيام منتدى جدة الاقتصادي الذي شهد حضورا نسائيا كبيرا لم يسبق له مثيل، فما جدوى مشاركة المرأة به وما دورها في تنمية الاقتصاد في المملكة ؟ . رغم تطور المرأة علميا وفكريا ونجاحها المشهود في كل المجالات التي دخلتها، إلا أن دور المرأة لا يأتي بين ليلة وضحاها فيجب اعطاها مساحة في تحركاتها ودعمها لتثبت نجاحها وإن كانت بعض النساء وجدن الفرص فهذا لا يعني ان الجميع وجدن نفس الفرص والمساحة لتظهر مواهبها وقدراتها على الخوض في مجال الاقتصاد والتي ابدعت بعضهن وشاهدنا نجاحهن ولكن فيه من النساء من هضم حقوقها بالوراثة او تحمل ديون الزوج ومن يبقين تحت ظل الرجل وحين تطالب بحقها الشرعي وتقصد الدوائر تعيش في سنوات الضياع ومتاهات المحاكم . في نظرك ما سبب تأخر تطور فكر الفتاة اقتصاديا ؟ . ليس هناك كلمة تأخر فكر ولكن هناك كيف نوظف الفكر الى صورة حية وانجاز يدعم فكرها وطموحاتها وأسرتها . كيف تنظرين الى توجهات الفتاة السعودية اقتصاديا وما هي المعوقات التي تقف امامها ؟ . الفتاة السعوديه تملك الطموح القوي ومسيرتها مشرفة وفي تطور فكري مزدهر لأنه لا ينقصها شيء فهي تملك الفكر والعقل كالرجل تماما ولكن المعوقات كثيرة وهناك بعض التسهيلات والعملية عملية وقت وصبر ومثابرة وسوف تظهر المرأة بصورة مشرفة اقتصاديا كما ظهرت سيدات ابدعن في مجال الاقتصاد . أفكار قابلة للتطبيق ما هي ايجابيات منتدى جدة الاقتصادي وما الفرق عن المنتديات السابقة وما هي اهم الافكار التي ناقشها ؟ . ايجابيات المنتدى كثيرة وبما انني تواجدت من عام 2002 م الى 2014م من بداياته وكل منتدى له أفكاره وقضاياه التي تناقش وله ايجابياته وسلبياته لكن لابد أن ننظر ما نطمح له من هذا المنتدى سوى للمرأة او الرجل ولابد ان نستفيد من الافكار والتجارب السابقة حينما يأتي وزير او مسئول من الخارج ويطرح أفكاره السابقة وتجارب الجهة التي أتى منها نحن بدورنا نأخذ ما يتلاءم مع امور ديننا وعاداتنا وتقاليدنا الاسلامية والعربية ومع مناخنا الخليجي وتطلعات شعبنا للتقدم وهذه من الايجابيات المستمرة للمنتدى الاقتصادي وفي نظري ان الموضوع الذي ناقشه المنتدى الاقتصادي عام 2013 م عن موضوع الاسكان موضوع مهم جدا وتحدث المسئول الضيف عن كيف استطاعوا ان يرمموا مباني حي كامل واخرجوا سكانه ووفروا لهم المساكن ومن ثم اعادوهم الى مساكنهم بعد الترميم وكان فعلا (تخطيط وفكر ثري ). خرج منتدى جدة الاقتصادي هذا العام بعدة توصيات للشباب والشابات وكثف اهتمامه على توجيههم فكرياك واقتصاديا فمن خلال حضورك وتجارب ماذا تقولين لهم ؟ . التوجيهات كثيرة ونوقشت في كل وسائل الاعلام المرئية واللقاءات الصحفية وفي نظري: - أولاً يجب اتاحة الفرص للشباب والشابات لخوض التجارب وتهيئتهم نفسيا ومساعدتهم للاختيار الصحيح لبناء مستقبلهم. - ثانياً : إنشاء المعاهد للتأهيل العملي ولزيادة فرص الاختيار . - ثالثا : إقامة الدورات لمناقشتهم وتوعيتهم . - رابعا : فتح ابواب الحوار الصادق معهم . مشكلة البطالة مشكلة البطالة تكبر يوما بعد يوم رغم الجهود الكبيرة لمعالجتها فما السبب في نظرك؟وما هو دور المرأة السعودية لحل المشكلة ؟ اكمل ما قلته سابقا ان الشباب والشابات هناك عوامل كثيرة جعلتهم يعيشون مأساة البطالة وهي: اولا: قد يكون الاختيار الخاطئ في التخصص . ثانيا : قد يكون معاناة مادية . ثالثا: قد يكون وفاة الوالدين او اهمال التربية او عدم اكمال التعليم . رابعا: بعض الشركات او المؤسسات تنحاز الى مسميات الواسطة . خامسا: لا يقف ينتظر الوظيفة المرموقة والمنصب يأتي اليه يعمل ويسعى للصعود درجة الخبرة والتجارب اساس النجاح . دور المرأة كبير فهي الام والأخت والزوجة والابنة اذا هي نصف المجتمع ليقف المجتمع متكامل يكمل بقيام المرأة بدورها لنمو الوطن وازدهاره اقتصاديا لا تقف خلف الرجل بل يجب ان تقف عن يمينه تسانده ويساندها لبناء مستقبلهم الاقتصادي الذي ازدهاره ازدهار للأسرة والمجتمع والوطن يدا بيدا لحياة افضل هذا هو الواجب ان يكون شعار كل أسرة . العلاقات الأسرية ما رأيك بما يقال ان تحرر المرأة شيئا فشيئا اقتصاديا يفقد الرجل سلطته ويؤثر على العلاقات الاجتماعية والأسرية ؟ كلمة تحرر ليست كلمة لائقة للمرأة ولكن (اعطاء المرأة مساحة معقولة مدروسة ) تتحرك بها حسب امور ديننا الاسلامي وليس قيود العادات والتقاليد التي قيدتها وضيعت حقوقها لأنها مكملة للرجل وهو مكمل لها وعليهم يقوم المجتمع ويكمل بناءه ولنا في السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها اكبر مثال بالتجارة والاقتصاد والبحث عن من تعاملهم وتتعامل معهم ونجحت حياتها والكثير الكثير من السيدات الفاضلات اللاتي عملن ونجحن . المرأة والشورى وصول المرأة لمجلس الشورى لتكن من بين اعضاءه هل عالج قضايا المرأة المهمة ؟ وصول المرأة لمجلس الشورى ليس هو المهم لان الكل له واجباته وتفانيه كان رجل او امرأة وليس في مخيلتي بقدر ما يشغل همي وتفكيري كيف نبني للمستقبل كيف نفكر بتطوير حاضرنا والتخطيط لمستقبلنا كيف ننمي قدرات الاجيال القادمة بصورة جيدة ودراسة مثمرة (والطريق بدايته خطوة ) هنا افكر . اخيراً مع شكري لك هل حققت المرأة احلامها وطموحاتها وما هي تطلعاتها ؟ المرأة ولله الحمد في تطور فكري مزدهر وجميع الاحلام تأتي بالفكر مع تعايشها مع من حولها من المجتمع الذي يجب أن يكرس الجميع نفسه للعطاء والنماء لهذا الوطن لا تقيد المرأة نفسها وتنتظر من يفك القيود لا تحلم بالمستقبل المبهر وهي مغمضة العينين تطلعاتها تعلو بعلو افكارها ويجب أن يساعدها المجتمع ليمهد لها الطريق ويزيل عنها العوائق التي تصدم بأحلامها.