أكدت معالي نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات نورة الفايز على ضرورة التعليم المبكر في تكوين إنسان قادر على أن يواجه التحديات المستقبلية بثقة وكفاءة، مشددة على أهمية تضافر الجهود من كلا القطاعين العام والخاص لإعداد أجيال المستقبل ومواكبة مسيرة التطوير والتغيير والتطلعات الوطنية للمملكة العربية السعودية. جاء ذلك في كلمة معاليها خلال افتتاح الدورة الأولى من ملتقى التعليم المبكر الذي يقام في فندق هيلتون جدة يومي 26-27 مارس تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وزير التربية والتعليم، وتنظمه مجموعة ستيلر بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم عالي الجودة في السنوات التأسيسية من عمر الطفل، بمشاركة وحضور عدد كبير من صناع القرار من القطاعين العام والخاص والخبراء والمتخصصين في التعليم المبكر. وأضافت معالي نورة الفايز في كلمتها: "إن الرؤية المستقبلية للتعليم التي تستهدف صناعة الإنسان من خلال الاستثمار في الطفل السعودي تدعونا للنظر بشكل شمولي للتعليم وربط مرحلة التعليم المبكر بمراحل التعليم الأخرى، ومن المهم أن تتحقق المشاركة الفاعلة في ذلك من القطاعين الحكومي والخاص وأن يتم العمل على توفير متطلبات التطوير والتغيير المأمول التي تعكس انسجاماً مع مبادرات التجديد والتطوير استجابة لتطلعاتنا الوطنية".وأوضحت معاليها "أن عملية إصلاح التعليم تستلزم الاهتمام بنوعية برامج الطفولة المبكرة وتطويرها بما يتناسب مع خصائص هذه المرحلة فهذه المرحلة هي أساس وقاعدة التعليم، والتأخر في استثمارها قد يؤدي لخسائر سلبية على نمو الطفل وتعلمه، بل وخسائر فادحة على المجتمعات والدول. كما أن عملية إصلاح التعليم تستلزم أيضاً تضافر وتكاتف الجهود بين جميع المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص ، فالتعليم مسؤولية مجتمعية وواجب وطني". وأضافت: "إمتداداً لهذا الاهتمام فان وزارة التربية والتعليم تبذل جهوداً كبيرة للرقي بالخدمات المقدمة وتجويدها من خلال التخطيط للبرامج الكمية والنوعية والتوسع التدريجي في رياض الأطفال في أنحاء وطننا الغالي وإتاحة هذه الخدمة في القرى والهجر والأحياء التي لا يصلها التعليم الأهلي في المدن ، ورفع نسب الالتحاق بهذه المرحلة، وإعادة تأهيل القائم من رياض الأطفال بتوفير المتطلبات المادية والبشرية وتطويرالمواصفات الفنية والاشتراطات الهندسية لمبانيها ، وتجهيزها لتتناسب مع خصائص نمو الطفل وأنماط تعليمه ، والعمل على تطوير أداء معلمات رياض الأطفال والرفع من مستوى أدائهن". من جهتها أشارت هدى العمودي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة ستيلر، في كلمتها الافتتاحية إلى ما يمثله التعليم المبكر من أساس في عملية التطور التي تشهدها المملكة مؤكدة على أهمية مشاركة المجتمع بكامل قطاعاته في إنشاء جيل قادر على القيام بدوره الوطني، وقالت: "يجب أن ندرك جيداً حقيقة أن سنوات التكوين الأولى من عمر الأطفال هي الأهم بالنسبة لنا لضمان تلقيهم الأسس الصحيحة للتعلم وبناء شخصياتهم، وتنمية قدراتهم الذهنية وصقل مواهبهم الفطرية. والأهم من ذلك كله، لا بد لأولياء الأمور والمعلمين وصناع القرار من إدراك مسؤولياتهم ومعرفة الدور الذي يجب أن يلعبوه فيما يتعلق بالتعليم المبكر للأطفال. وإن تعزيز الوعي بهذا الدور هو الهدف الرئيسي لتنظيم ملتقى التعليم المبكر الذي نسعى من خلاله لتوفير منصة حوار يلتقي تحت مظلتها كافة الأطراف المعنية". ويتضمن الملتقى 20 ورشة عمل من أجل تزويد المشاركين بالأدوات والمهارات اللازمة لدعم احتياجات الأطفال منذ سنوات الطفولة المبكرة وحتى دخولهم المدرسة، كما تشمل أجندة الحدث 20 حلقة نقاش يتوقع منها تحفيز وتحدي طرائق التفكير التقليدي بشأن أفضل الممارسات التعليمية. ويشارك في الحلقات النقاشية مجموعة من الخبراء في مجال التعليم من الولاياتالمتحدة، وفنلندا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى متخصصين من وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية وأعضاء الهيئات التدريسية من جامعتي الملك سعود والملك عبد العزيز. ويتناول الملتقى في جلساته طيفاً واسعاً من الموضوعات الهامة التي تؤثر على التعليم المبكر لدى الأطفال، ويشمل ذلك التشخيص والتدخل المبكر لدى الأطفال الذين يواجهون صعوبات في القراءة، والإساءة النفسية وعلاقتها بالتعلم، وبرامج الرياضيات فى مرحلة الطفولة المبكرة، وتطوير الممارسات الملائمة نمائياً، والتدريب على المهارات الإشرافية، وتنمية الذكاء العاطفي، والرياضيات بمرحلة ما قبل المدرسة: رفاهية أم ضرورة؟ وكيف نربي أطفالنا على تحمّل المسؤولية، وجملة من الموضوعات الأخرى التي تركز بمجملها على تطوير مفاهيم وممارسات التعليم المبكر لدى الأطفال. يذكر أن مجموعة ستيللر تأسست بهدف تحفيز تنمية الشباب ودعم جهود تمكين المرأة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في المملكة العربية السعودية. واستناداً إلى طيف واسع من البرامج والمشاريع، تعمل المجموعة على ضمان تدفق استثمارات جديدة عالية الجودة، وتشجيع التعاون بين المستثمرين وتطوير العلاقات مع أهم مزودي الخدمات المحليين والدوليين. وتشمل المعارض والأنشطة الإقليمية للمجموعة، معرضاً للمشاريع، وفعاليات دورية للتواصل، ومنتديات تعليمية، تهدف جميعها إلى إيجاد بيئة إيجابية لتحقيق التنمية المستدامة لمجموعة ستيللر والشركات والمؤسسات الأخرى في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط.