وعندي زميل كنت وإياه نذهب إلى (المحاسب) كل شهر ثلاث مرات نطلب سلفة على الراتب.. وفي موسم حج العام 1390 اشترى صاحبي وصديق له سيارة نقل صغيرة يسمونها (ونيت). وسميت بهذا الاسم لأنها كانت تحمل الرقم (1- 8) في أرامكو عند بدايتها فكانوا ينادون على سائقها بالميكروفون: سائق السيارة 1.8 يتجه إلى المكتب رقم كذا ومثلها الفنطاس الذي يسمونه (الوايت) فهو كان يحمل الرقم (y-8) كانوا أيضا ينادون على سائقي كل السيارات بما كتب عليها من حروف لكن ال(ون ايت) وال(واي ايت) أصبحتا “وانيت” و”وايت” وتعارف الناس على هذين الاسمين منذُ أكثر من ستين عاما وحتى الآن. هذه فائدة لمن أراد معرفة اصل اسمي السيارتين. جهز الشريكان الوانيت واتفقا مع حجاج من الطائف إلى مكةالمكرمة مرورا بالمشاعر ثم العودة بعد انتهاء الحج.. عمل الرجلان بالسيارة لنقل الحجاج بين الحرم الشريف وبقية المشاعر بحيث يكون ذلك بعد الانتهاء من خدمة الحجاج الذين أبرموا معهم الاتفاق.. راقت الفكرة للشريكين وأضافا سيارة أخرى في العام 1391. ولم يأت العام 1400 إلا وكان لديهما أسطولٌ من السيارات والخيام حيث توسع النشاط من مجرد إركاب إلى خدمات شاملة. استقال صديقي من عمله ونقل كفالة شريكه إليه وأصبح من رواد حملات الحج التي دخل إليها ضعاف النفوس وقليلو الذمة فحولوها إلى مصائد لحجاج الداخل. هؤلاء هم السبب الذي أدى إلى اختراع عبارة (لا حج من دون تصريح) والنتيجة: نصف الحجاج دون تصريح.