خريجات الكلية المتوسطة منذ سنوات طويلة وسيناريو قضيتهن يتلخص في ..كتابة الخطابات والمراجعات الميدانية اليومية ...ثم متابعة مواقع التواصل الاجتماعي علّ أحدها يجيء بخبرٍ يحمل البشارة ....ثم إتصالات يومية على الوزارات المعنية .... كل هذا العمل شغلَ طاقاتهن إلى أنْ بلغن عقدين ومايربو على ذلك من العمر إنتظاراً ...! في الثلاثة أشهر الماضية التفوَّق خيَّمَ ولا جِدال في ذلك وخصوصاً من جانب الخدمة المدنية على أبعاد القضية والتي تم من خلالها الحصر والمطابقة إلا أن الصمت يعود والأضواء تطفأ والهدوء القاتل يخيّم من جديد على هذه القضية العالقة في جدار الألم كل هذه السنوات تحت عنوان (لاسبب) لايوجد أيّ شيء مقنع أولا مقنع يمكن أن يكون سبباً في كل ماحدث ومازال يحدث لخريجات الكلية المتوسطة من تهميش..! بصدق أكتبها ... الكثير من خريجات الكلية المتوسطة أضحتْ الحياة بالنسبة لهن أشبة بالكفاح ضد الموت...، كيف وهنّ منذ عقدين وبضع سنين يقاتلن من أجل الوصول ل (لقمة العيش) ..! هذا المقال يمثل المقال (رقم 29) الذي أكتبه تباعاً عن هذه القضية دون أن يُحرّك ذلك في بعض المسؤولين شيئاً وبصدق والله لم يكن هناك أي شيء منطقي آخر يمكن عمله لأجلهن إعلامياً لكنني رغم كل شيء مازلت أكتب،فصوتهن ورسائلهن مازالت تُغرِق عنواني البريدي كيف ليّ أن أتجاهل قضية بهذا الحجم فلو كنت أكتب عن قضية(من بنات أفكاري) لنضبت وجفّت كل الطرق التي أكتبها لها وبها وإليها ولكني أكتب عن(بنات وطني) فلاسبيل للجفاف أن يصل مادامت القضية قائمة لذلك مازلت أكتب عنهن. مايحدث لخريجات الكلية المتوسطة من عدم إفصاح عن مامصير وظائفهن بعد الحصر الذي مضى عليه أشهر الآن أعني بعد الجاهزية التامة من حصر ومطابقة لايمكن تصنيفه إلاّ حديث ممل إلى أقصى مدى وليس أمام الخريجات إلا أن يسايرّن ذلك الطريق الطويل المُمّل من الانتظار والذي يُمثل أحد تلك المرايا المؤسفة التي تعكس المزاج في حل قضية تتعلق بكل ذلك العدد من الخريجات وإلاّ ماذا نسمي تلك الوعود المتتابعة كل تلك السنوات في حل قضية قادت بعض الخريجات إلى التشاؤم بأن هناك من أقسم على أن لا تُحل من خلال ما تتعرض له قضيتهن من بيروقراطية قاتلة.. سمو وزير التربية والتعليم..أخاطبك وأنت الأمير الإنسان الشاعر ذو الإحساس (الإنساني الشاعري)،بناتك خريجات الكلية المتوسطة بكل بساطة كانت لهن أسقف جميلة وعالية من الطموحات بل ومزودة بنوافذ كبيرة تطل دائماً على كسب لقمة العيش من جبين يتشرف بأن يُصبّ عرقه لأجل خدمة هذا الوطن ...ولكن للأسف يا سيدي مع تعاقب عقدين من الزمن أغلقت عوامل التعرية والتي رسمتها ( البيروقراطية) تلك النوافذ ولم يتبق إلا ثقبٌ للضوء ولأنك الرجل الذي يحلب الأمل من سحابة المستحيل دائماً نمدّ لك آمالهن وننتظر ربيعاً يُعيد الضوء ويفتح نوافذاً جديدة في حياتهن من خلال الإسراع بتوظيفهن دفعة ً واحدة. [email protected]