من سنن الخالق الكونية أن كل شيء إلى (زوال). لا دائم إلا وجهه. (الزوال) رحمةٌ من رحماته. لولاه لَدامَ ظلمُ الظالمين و إفساد المفسدين و طغيانُ المترفين. تزول (النعمةُ) كما تزول (النقمة). و تتبدل الأحوال من (سيئٍ) إلى (حسنٍ) أو (أسوأ) أو (أحسن). يزول الناس و تَفنى المادة و ينتهي كل شيء. لولا (الزوال) لَمات المظلومون كَمَداً بلا أملٍ في زوال ظلمِهِم و ظالِميهِم. لولاه لَما استمتع (المُغترون) بمتاعِهِم. لأنهم يَكْنِزون و يَكنِزون مَخافةَ (زوالِ نِعمِهِم) الطارئة، و لو كانت دائمةً لَما كانت لها مُتعة. لذّتُهم مرتبطةٌ بالإيمان (بزوالها) و لو ظرفياً، ثم استعادتها بعد (زوالِ الزوال). و هكذا كلُّ مخلوق إلى (زوال) مادةً و هيئةً و ظرفاً و اسماً و معنى..إلى يومِ العرض الذي لا زوال بعده. مَن عرف إذاً أنه، و كُلَّ ما يملكُ و يسمع و يرى، إلى نهايةٍ، طالَ الزمانُ أو قصر، أراه معاقاً أو مجنوناً إن جعل اعتماد سعادته أو نجاته على غيرِ من لا زوال له. سبحانَ الحي ِ الباقي الدائمِ بلا زوال. Twitter:@mmshibani